مقال

الدكروري يكتب عن سعيد بن أبي بردة

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن سعيد بن أبي بردة

 

بقلم محمد الدكروري

 

لقد كان للصحابة الكرام رضوان الله تعالى عليهم أجمعين ذرية كانوا خير خلف لخير سلف في رواية الحديث النبوى الشريف وخرج من أصلابهم جيل تتبعوا أباءهم وصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورووا عنهم الحديث، وكان منهم الصحابي الجليل أبو موسى الأشعري رضي الله عنه، الذي برز من ذريته أبو بردة التابعي وحفيده سعيد بن أبي بردة، فكانوا رواة محدثين لمعت أسماؤهم فى كتب الحديث، وصُنفوا من الثقات العدول، وها نحن نصل في طريقنا في الحديث عن الرواة التابعين، إلى سعيد بن أبي بردة، فهو التابعي الجليل، سعيد بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري، وهو من الرواة المحدثين ومن صغار التابعين، وقد عاش في بيت يروى فيه الحديث فأبوه أبو بردة من كبار التابعين، وجده أبو موسى الأشعري من كبار محدثي الصحابة، وكما كان له أخ من رواة الحديث ألا وهو يوسف، الذى لقي أنس بن مالك وحدث عنه، وكما أخذ من أبيه، وكان مشهودا له بالحفظ والرواية، وكان يسكن الكوفة بالعراق، وكانت وفاته فيها في العام الثامن والثلاثين بعد المائة من الهجرة النبوية الشريفة، فهو سعيد بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري، أحد رواة الحديث النبوي، وكان أبو بردة بن أبي موسى الأشعرى، وهو عبد الله بن قيس بن حضار الأشعري، الفقيه، العلامة، قاضي الكوفة وقد حدث عن أبيه، وعن الإمام علي بن أبي طالب، وعن الزبير بن العوام، وحذيفة بن اليمان، وعبد الله بن سلام، وأبي هريرة، وآخرين، وقد حدث عنه حفيده أبو بردة يزيد بن عبد الله بن أبي بردة ، وابنه بلال بن أبي بردة الأمير وثابت البناني، وقتادة، وبكير بن الأشج، وأبو إسحاق الشيباني، وابنه سعيد بن أبي بردة، وطلحة بن يحيى وحكيم بن الديلم، وحميد بن هلال، وأبو حصين، وعبد الأعلى بن أبي المساور، وخلق سواهم، وكان من أوعية العلم، حجة باتفاق ، وقيل أن اسمه عامر، وولي قضاء الكوفة بعد شريح مدة، ثم عزله الحجاج بن يوسف، وولى أخاه أبا بكر بن أبي موسى، وعن ابن عياش القتباني، عن أبيه، أن يزيد بن المهلب ولي خراسان ، فقال دلوني على رجل كامل بخصال الخير، فدل على أبي بردة، فلما رآه، رأى رجلا قانعا فلما كلمه رأى من مخبره أفضل من مرآه، فقال له إني وليتك كذا وكذا من عملي، فاستعفاه، فرفض، وقال حدثني أبي أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول “من تولى عملا وهو يعلم أنه ليس له بأهل، فليتبوأ مقعده من النار” أخرجه الروياني، وروى سعيد بن أبي بردة، عن أبيه، قال بعثني أبي أبو موسى إلى عبد الله بن سلام لأتعلم منه، وقال أبو نعيم أنه مات أبو بردة سنة أربع ومائة من الهجرة وقال الواقدي أنه مات سنة ثلاث ومائة، فأما أخوه أبو بكر بن أبي موسى الأشعري القاضي المذكور، فهو كوفي عثماني عالم ثقة، وقد حدث عن أبيه، وعن أبي هريرة، وابن عباس، وجابر بن سمرة، وقد حدث عنه أبو عمران الجوني، وأبو جمرة الضبعي، وحجاج بن أرطاة، ويونس بن أبي إسحاق وآخرون، وقد ولاه الحجاج بن يوسف قضاء الكوفة، وعاش بعد أخيه أبي بردة قليلا، وأما الأمير بلال بن أبي بردة فولي أيضا على البصرة ، وكان جليلا كريما، وقد مدحه ذو الرمة، وكان قد أصابه جذام، فكان ينتقع في السمن الكثير ولما ولي يوسف بن عمر العراق، أخذ بلالا، وعذبه حتى مات سنة مائة وواحد وعشرون، وقيل إن أبا بردة افتخر يوما بأبيه وبصحبته، فقال الفرزدق، لو لم يكن لأبي موسى منقبة إلا أنه حجم النبي صلى الله عليه وسلم، فامتعض لها أبو بردة، وقال أما إنه ما حجم أحدا غيره، فقال الفرزدق وكان أبو موسى أورع من أن يجرب الحجامة في رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسكت أبو بردة على حنق، وروى سعيد بن أبى بردة عن أبيه أبي بردة بن أبي موسى الأشعري وأنس بن مالك وأبي وائل شقيق بن سلمة وأبي بكر بن حفص بن عمر بن سعد وربعي بن حراش، وقد روى عنه قتادة بن دعامة وأبو إسحاق الشيباني، وشعبة بن الحجاج وأبو العميس عتبة بن عبد الله وزيد بن أبي أنيسة وزكريا بن أبي زائدة ومجمع بن يحيى الأنصاري ومسعر بن كدام وأبو عوانة، وإسماعيل بن أبي خالد وخالد بن نافع الأشعري ودارم الكوفي وغيرهم، وكان سعيد بن أبي بردة من التابعين الذين رووا الحديث عن أنس بن مالك من الصحابة رضوان الله عليهم كما حدث عن كثير من التابعين، ومما ورد من رواية سعيد بن أبي بردة ما أورده الإمام مسلم “عن سعيد بن أبي بردة عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكله فيحمده عليها أو يشرب الشربة فيحمده عليها ” .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى