مقال

الدكروري يكتب عن عمرو بن أمية الضمري الكناني

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن عمرو بن أمية الضمري الكناني

 

بقلم محمد الدكروري

 

الصحابى عمرو بن أمية الضمري الكناني، وهو صحابي جليل وهو أحد أنجاد العرب ورجالها نجدة وجراءة وشجاعة وإقداما وفاتكا من فتاكهم في الجاهلية وقد بعثه الرسول صلى الله عليه وسلم، في سرية وحده إلى الأصحم النجاشى ملك الحبشة، وكان مسيحيا عادلا، والحبشه هى أثيوبيا حاليا، وكما بعثه النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، في سرية لقريش وكان هو الناجي الوحيد من الصحابة الذين خرجوا في سرية بئر معونة، وهى سرية المنذر بن عمرو، أو سرية بئر مَعُونة، وهي أحد سرايا النبي صلى الله عليه وسلم، وقد أرسل فيها الصحابي المنذر بن عمرو في أربعين رجلا إلى أهل نجد ليعلموهم القرأن الكريم، فغدوا وقتلوا جميعا إلا واحد، وهو الصحابي كعب بن زيد، وقد شفي من جراحه واستشهد في غزوة الخندق، وقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم، ثلاثين صباحا دعاء القنوت على قبائل رعل وذكوان وبني لحيان وعصية الذين قتلوا الصحابة وأما عن عمرو بن أميه فهو أبو أمية الضمري الكناني، عمرو بن أمية بن خويلد بن عبد الله بن إياس بن عبد بن ناشرة بن كعب بن جُدي بن ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، وهو من نسل نبي الله إسماعيل ابن خليل الله إبراهيم عليهما السلام وقد كناه النبي صلى الله عليه وسلم، أبا أمية، وقد كانت زوجته هي السيده سخيلة بنت عبيدة بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، وقد كان من أبناؤه، جعفر بن عمرو بن أمية الضمري، والفضل بن عمرو بن أمية الضمري، وعبد الله بن عمرو بن أمية الضمري، ولقد كان عمرو بن أميه وأحدا من أنجاد العرب ومن رجالها نجدة وجراءَة وفاتكا من فتاكهم في الجاهلية، وقد روى ابن سعد، أنه كان في جيش المشركين في غزوة أحد ثم أسلم بعد انصراف جيش المشركين من أحد وهو من أهل الحجاز من المدينة المنورة، وقد كانت لعمرو بن أميّة دار بالمدينة المنورة عند الحكَاكين، وهم يسموا أيضا الخرّاطين، وقد كان أول مشهد شهده عمرو بن أميّة مسلما، هو بئر معونة في شهر صَفر على رأس ستة وثلاثين شهرا من الهجرة فأسرته بنو عامر بن صعصعة من هوازن يومئذ فقال له عامر بن الطفيل: إنه قد كان علي أمّي نسمة فأنت حُرّ عنها، وجزّ ناصيته وقدم المدينة فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، بقتل من قتل من أصحابه ببئر معونة، فقال صلى الله عليه وسلم “أنت من بينهم”، يعني أفلت ولم تقتل كما قتلوا، ولما دنا عمرو بن أميه من المدينة منصرفا من بئر معونة لقي رجلين من بني كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة فقاتلهما ثم قتلهما، وقد كان لهما من رسول الله صلى الله عليه وسلم، أمان فوداهم صلى الله عليه وسلم، وهما القتيلان اللذان خرج النبي صلى الله عليه وسلم، بسببهما إلى بني النضير يستعينهم في ديتهما، وقد بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن أميّة ومعه سلمة بن أسلم بن حريش الأنصاري سرية إلى مكة إلى أبي سفيان بن حرب بن أمية فعلم بمكانهما فطُلبا فتواريا، وظفر عمرو بن أميّة في تواريه ذلك في الغار بناحية مكة بعبيد الله بن مالك بن عبيد الله التيمي القرشي فقتله، وقد عمد إلى خبيب بن عدي الأوسي الأنصاري وكانت قريش صلبته فأنزله عن خشبته، وقتل رجلا من المشركين من بني الديل بن بكر، وهم إخوة قومه بني ضمرة بن بكر، وقيل عنه رضى الله عنه، أنه كان أعور طويلا، ثم قدم المدينة فسُرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بقدومه ودعا له بخير، وكان سبب السرية أن أبا سفيان بن حرب، قد قال لنفر من قريش ألا أحد يغتال لنا محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنه يمشي في الأسواق وحده، فأتاه رجل من الأعراب وقال قد وجدت أجمع الرجال قلبا وأشدهم بطشا وأسرعهم عدوا، فإذا أنت فديتني خرجت إليه حتى أغتاله فإن معي خنجرا كجناح النسر، وإني عارف بالطريق، فقال له أنت صاحبنا، فأعطاه بعيرا ونفقة، وقال له اطو أمرك، وخرج ليلا إلى أن قدم المدينة، ثم أقبل يسأل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدل عليه، وكان في مسجد بني عبد الأشهل، ومسجد بني عبد الأشهل هو من الأوس، ويقال له مسجد واقم وهو يقع في المدينة المنورة، وهو أحد المساجد التي صلى فيها النبي صلى الله عليه وسلم، ويقع مسجد واقم في منازل بني عبد الأشهل التي شملت مافي شرقي حَرة واقم وامتدت إلى سند حرة واقم إلى الجنوب والجنوب الشرقي حتى منخفض الحَرَة بما في ذلك منطقة العُريض إلى جوار بني حارثة، وامتدت في الحرة جنوبا وجنوب شرق منطقة العُريض وفي اتجاه الغرب وحتى شمال منازل بني ظفر في الحَرَة، فعقل راحلته وأقبل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما رآه قال إن هذا يريد غدرا، والله حائل بينه وبين ما يريد، فجاء ليجني على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجذبه أسيد بن حضير بداخلة إزاره فإذا بالخنجر فأخذ أسيد يخنقه خنقا شديدا، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم، أصدقني، قال وأنا آمن، قال نعم، فأخبره بأمره فخلى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأسلم، وقال يا رسول الله ما كنت أخاف الرجال ، فلما رأيتك ذهب عقلي وضعفت نفسي، ثم اطلعت على ما هممت به، فعلمت أنك على الحق، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يبتسم، وأما عن عمرو بن أميه فبعدما فشلت خطة إغتيال النبي صلى الله عليه وسلم، عند ذلك بعث صلى الله عليه وسلم، عمرو بن أمية الضمري وسلمة بن أسلم بن حريس إلى أبي سفيان بمكة، وذلك بعد قتل خبيب بن عدي وصلبه على الخشبة، وخبيب بن عدي كان صحابي من بني جحجبا بن كلفة من الأوس، وقيل أنه شهد غزوة بدر إلا أن ابن إسحاق والواقدي لم يذكراه فيمن شهد الغزوة، إلا أن المؤكد أن خبيبا شارك غزوة أحد، ثم شارك في سرية المنذر بن عمرو التي بعثها النبي صلى الله عليه وسلم، إلى أهل نجد ليعلموهم القرآن، فأحيط بهم، وقتل معظمهم، ووقع خبيب في الأسر، فباعوه إلى أناس من مكة، فأخذه أبو سروعة عقبة بن الحارث ليقتله بأبيه الذي قتل في بدر، فخرج به إلى التنعيم، ثم استأذنهم في صلاة ركعتين قبل أن يقتلوه، فأذنوا له، فكان أول من استن سُنة الصلاة قبل القتل صبرا، ومعنى كلمة القتل صبرا، هو أن تقطع أطرافه يداه ورجلاه، وبعد ذلك مضى عمرو بن أمية يطوف بالبيت ليلا، فرآه معاوية بن أبي سفيان فعرفه، فأخبر قريش بمكانه، فخافوه لأنه كان فاتكا في الجاهلية، وقالوا لم يأت عمرو بخير، واشتدوا في طلبه، وفي رواية لما قدما مكة حبسا جمليهما ببعض الشعاب ثم دخلا ليلا، فقال له صاحبه يا عمرو لو طفنا بالبيت وصلينا ركعتين ثم طلبنا أبا سفيان، فقال له عمرو إني أعرف بمكة من الفرس الأبلق، فقال كلا إن شاء الله، قال عمرو فطفنا بالبيت وصلينا، ثم خرجنا لطلب أبي سفيان، فلقيني رجل من قريش فعرفني، وقال عمرو بن أمية فأخبر قريشا بي، فهربت أنا وصاحبي وصعدنا الجبل، وخرجوا في طلبنا فدخلنا كهفا في الجبل، ولقي عمرو رجلا من قريش فقتله، فلما أصبحنا، غدا رجل من قريش يقود فرسا ونحن في الغار، فقلت لصاحبي إن رآنا صاح بنا، فخرجت إليه ومعي خنجر أعددته لأبي سفيان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى