مقال

الدكروري يكتب عن حضارة السلام والرحمة

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن حضارة السلام والرحمة

بقلم / محمـــد الدكــــروري

 

تلك هي حضارتنا الإسلامية التي نفخر بها فقد أخذناها من القران الكريم كلام الله العزيز الحميد، ومن سنته رسولة صلى الله عليه وسلم ونفتخر أننا حضارة السلام والرحمه فهي حضارة جاءت لتخرج الناس من الظلمات الى النور، وإنه لا يوجد بين حضارات الأمم، حضارة أولت إحصاء أعلامها ما أولته الحضارة الإسلامية من جهد، حتى شمل هذا الإحصاء العلماء والشعراء وأصحاب المهن والفنانين، وقد شكلت هذه الكتب تراثا فكريا إنسانيا فريدا يجدر التنويه به عندما تذكر الإنجازات الحضارية الكبرى في العالم، ولذلك فكما حفظ القرآن الكريم وتفسير آياته وإتقان علومه يحتاج إلى قدرات واستعداد خاص عند الحفاظ والدارسين.

 

فإن حفظ متون الأحاديث وأسانيدها، ودراسة علوم الحديث يحتاج إلى جهود واستعدادات عظيمة وخاصة، غير أن حب المسلمين للنبي الكريم صلى الله عليه وسلم، جعل الإقبال على علوم الحديث محببا إلى نفوس المؤمنين إلى يومنا هذا، وهكذا كثرت الكتب التي تعنى بالحديث النبوي الشريف في كل عصر، ولكن الكمّ الهائل من هذه الأحاديث، واختلاف مراتبها من الصحة والضعف، جعل من الضروري اختيار ما يجب معرفته ودراسته وما يمكن تجاوزه، وهنا تكمن المشكلة بالنسبة لمعلم الحديث في النظام التربوي، فأي الأحاديث وأي المتون يجب أن تحفظ وأيها يُدرّس، متنا وإسنادا، علما أن في كل جهد يبذل في هذا السبيل ثواب وفضل عظيم ؟

 

وإن من البديهي القول بأن مصدر كل توجيه في النظام التربوي الإسلامي هو القرآن الكريم، ثم السنة النبوية الشريفة، وإن ما يساعد المربي المسلم أن الحديث الشريف والسنة النبوية وأخبار الصحابة والتابعين ومن تبعهم من العلماء والصالحين، توفر مادة تعليمية غنية ومرنة تتكيف مع متطلبات التربية الحديثة، ففيها من القصص والأمثال الكثير الذي يستطيع المعلم أن يستفيد منه، لجذب انتباه طالب العلم الصغير والكبير، وفيها من ضروب البلاغة ومواقف النبل والشهامة والتقي والورع ما ينمّي الفضائل ويقدم القدوة الصالحة من جهة، ويوثق الصلة بين طالب العلم والتراث من جهة، ويساعد على بناء مجتمع صالح في المستقبل.

 

ولكن على واضع البرامج الدينية أن يكون واعيا لمشكلات العصر الذي يعيش فيه لكي يحدد على ضوئها ما يختار من السنن والأحاديث وما يجب تدريسه في مختلف المراحل الدراسية، وهنا قد تتباين الآراء بين المربين، فمن هؤلاء من يضع في رأس ما يجب الاهتمام به القيم والفضائل الدينية والعبادات، ومنهم من يضع القضايا المعاصرة كالبيئة، وصيانة الأسرة، وقضية المرأة، وحقوق الإنسان والتعاون، ومحاربة الفساد وهكذا، وكل ذلك أساسي وهو يستوجب بالتالي وضع برامج متوازنة يقدم فيها الأهم على المهم، فعلى واضعي برامج التعليم أن يحصوا على تكثيف الاعتماد على السيرة النبوية الشريفة والحديث النبوي الشريف.

 

لأن السيرة والحديث هما مادة تعليمية دسمة وسهلة الفهم، وقريبة إلى مدارك التلامذة والطلاب، وهي خير ما يستشهد به عند الدعوة إلى الالتزام بالشرع والعمل بالمبادئ الأخلاقية التي هي أساس الدين، وقد تتنوع العلوم والمعارف الشرعية وتتسع، وهذا يدل على شمولية الإسلام، ومن هذه العلوم علم الفقه، وعلم التفسير، وعلم الحديث.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى