مقال

حمل بجناحه قرى سدوم

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن حمل بجناحه قرى سدوم
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله أحمده الحمد كله، وأشكره الشكر كله، اللهم لك الحمد خيرا مما نقول، وفوق ما نقول، ومثلما نقول، لك الحمد بكل نعمة أنعمت بها علينا في قديم أو حديث، عز جاهك، وجل ثناؤك، وتقدست أسماؤك، ولا إله إلا أنت، أشهد أن لا إله إلا الله شهادة أدخرها ليوم العرض على الله، شهادة مبرأة من الشكوك والشرك، شهادة من أنار بالتوحيد قلبه، وأرضى بالشهادة ربه، وشرح بها لبه، وأصلي وأسلم على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة، صلى الله وسلم على كاشف الغمة، وهادي الأمة، ما تألقت عين لنظر، وما اتصلت أذن بخبر، وما هتف حمام على شجر، وعلى آله بدور الدجى، وليوث الردى، وغيوث الندى، وسلم تسليما كثيرا، ثم أما بعد يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أن نبي الله سليمان ابن داود عليهم الصلاة والسلام.

خرج ذات يوم يستسقي وكان نبي الله سليمان عليه السلام يعرف منطق النمل فرأى نملة مستلقية على ظهرها رافعة قوائمها إلى السماء تقول اللهم إنا خلق من خلقك ليس بنا غنا عن سقياك فقال سليمان ارجعوا، فقد سقيتم بدعوة غيركم، فالله أكبر هذه النملة عرفت خالقها وأنه فوق السماء وأنها مفتقرة إليه جل وعلا وأنه ليس بها غنا عن سقياه التي ينبت بها العشب وتأكل منه هذه النمل، وكما هو الحال في التأمل في خلق الملائكة، ولو تجاوزت هذه المخلوقات المرئية إلى المخلوقات التي أَخبر عنها الشرع لرأيت عجبا فهذا جبريل عليه السلام له ستمائة جناح، الجناح الواحد منها يسد ما بين الأفق، وقد رآه النبي صلى الله عليه وسلم قد سد بعظيم خلقه ما بين السموات والأرض.

وقد روي أنه حمل بجناحه قرى سدوم وفيها مئات الآلاف حتى حاذى بهم السماء ثم أكبهم على وجوههم، وقال الإمام السدي “لما أصبحوا ويعني قوم لوط، نزل جبريل عليه السلام فاقتلَع الأرض من سبع أرضين، فحملها حتى بلغ السماء الدنيا، حتى سمع أهل السماء نباح كلابهم، ثم قلبها فقتلهم، فذلك حين يقول الله عز وجل ” والمؤتفكة أهوي” وهي المنقلبة حين نزل جبريل إلى الأرض فاقتلعها بجناحه حتى وصل إلى السماء، ثم أهوى بها إلى الأرض، فمن لم يمت حين أسقط إلى الأرض أمطر الله عليه وهو تحت الأرض الحجارة” ومع هذه العظمة فقد قال نبينا صلى الله عليه وسلم “مررت ليلة أُسري بي بالملأ الأعلى وجبريل كالحلس البالي من خشية الله”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى