مقال

الدكروري يكتب عن أم معبد تصف الرسول

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن أم معبد تصف الرسول

بقلم / محمـــد الدكــــروري

 

يأتي العاص بن وائل إلى رسول الله صلي الله عليه وسلم وتبلغ به السخرية والاستهزاء والتبجح على الله ورسوله عليه الصلاة والسلام أن يأتي بعظم أجوف وهو عظم إنسان فيحته أمام الرسول عليه الصلاة والسلام ثم ينفخه أمام الوجه الشريف، والعينين الجميلتين، ويقول يا محمد أتزعم أن ربك يحيي هذا بعد أن كان رفاتا؟ فيقول عليه الصلاة والسلام “نعم ويدخلك الله النار” فالسؤال واحد ولكن بجوابين، كان الجواب أن يقول نعم أو لا، لكنه صلي الله عليه وسلم قال “نعم، ويدخلك الله النار” فيأتي جواب القرآن الكريم صريحا، صادقا، عظيما قويا فقال تعالى ” وضرب لنا مثلا” ولم يسمي من ضرب المثل لأنه تافه حقير صغير.

 

فيقول الله تعالي في سورة يس ” وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم” فجاء الجواب من الله عز وجل ” قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم” وفى حديث السيدة أم معبد الذي أورده ابن كثير في البداية والنهاية بطوله، حيث تقول السيدة أم معبد ” مرّ بنا رجل كريم مبارك، كان من حديثه كذا وكذا، قال صفيه لى يا أم معبد، فقالت “إنه رجل ظاهر الوضاءة، أبلج الوجه، أى أبيض واضح ما بين الحاجبين كأنه يضيء، حسن الخِلقة، لم تُزر به صعلة، أى لم يعيبه صغر في رأس، ولا خفة ولا نحول في بدن، ولم تَعبه ثجلة والثجلة هى ضخامة البطن، وسيما قسيما، في عينيه دعج وهو شدة سواد العين.

 

وفى أشفاره عطف وهو طول أهداب العين، وفى عنقه سطع وهو الطول، وفى صوته صحل وهى بحّة، وفى لحيته كثافة، أحور أكحل، أزج أقرن والزجج هو تقوس في الحواجب مع طول وامتداد، والأقرن هو المتصل الحواجب، إن صمت فعليه الوقار، وإن تكلم سما وعلاه البهاء، أجمل الناس وأبهاه من بعيد، وأحسنه وأجمله من قريب” ومثل ذلك ما كان منه صلى الله عليه وسلم مع سلمة بن الأكوع، حين أصاب امرأة من سبي فزارة في غزوة غزاها مع أبي بكر رضي الله عنه وكان بنو فزارة أحلافا لقريش، فاتهبها منه رسول الله صلى الله عليه وسلم حين عاد بها إلى المدنية، فأبى، ثم استجاب بعد أن أعاد عليه الطلب.

 

وأخرج الإمام مسلم بسنده عن سلمة بن الأكوع قال، غزونا فزارة وعلينا أبو بكر رضي الله عنه، وقد أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم علينا، فلما كان بيننا وبين الماء ساعة أمرنا أبو بكر فعرسنا، ثم شن المغارة فورد الماء فقتل من قتل عليه وسبي، وانظر إلى عنق من الناس فيهم الذراري فخشيت أن يسبقوني إلى الجبل، فرميت السهم بينهم وبين الجبل، فلما رأوا السهم وقفوا، فجئت بهم أسوقهم وفيهم امرأة من بني فزارة عليها قشع من أدم معها ابنة لها من أحسن العرب، فسقتهم حتى أتيت بهم أبا بكر، فنفلني أبو بكر بنتها، فقدمنا المدينة وما كشفت لها ثوبا، فلقينى رسول الله صلى الله عليه وسلم في السوق، فقال ” يا سلمة هب لي المرأة ” فقلت والله لقد أعجبتني.

 

وما كشفت لها ثوبا، ثم لقيني رسول الله من الغد في السوق، فقال لي ” يا سلمة هب لي المرأة، لله أبوك” فقلت هي لك يا رسول الله، فوالله ما كشفت لها ثوبا، فبعث بها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهل مكة، ففدا بها ناسا من المسلمين كانوا أسارى بمكة، ومن هذا القبيل أمره صلى الله عليه وسلم بريرة حين شفع إليها لترجع إلى زوجها مغيث، حين اختارت نفسها عندما عتقت وهي تحته، فأبت معتذرة بكراهتها إياه فقد أخرج البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لبريرة ” لو راجعته ” فقالت يا رسول الله أتأمرني؟ فقال ” أنا أشفع” فقالت لا حاجة لي فيه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى