مقال

الدكروري يكتب عن كل مولود يولد على الفطرة

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن كل مولود يولد على الفطرة

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

إنه لا يحدث عقوق الوالدين إلا بأسباب، أولها هو سوء التربية، فإن الوالد مسئول عن تربية ابنه على الكتاب والسنة، والوالد الذي لا يربي ابنه على القرآن، وعلى حب الرسول عليه الصلاة والسلام، وعلى الإتيان به إلى المسجد، والمداومة على الصلوات الخمس، وعلى تقوى الله، والصدق، والوفاء، يستحق العقوق من ولده، فيقول النبي صلى الله عليه وسلم فى الحديث الصحيح “كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه، أو يمجسانه، أو ينصرانه” فهل يرعى الأبوان، وهل يرعى المربون هذه الفطرة؟ وهل يوجهانها نحو الكمال؟ ألا وإن من شكر نعمة الله عليكم فيهم أن تقوموا بما أوجب الله عليكم من رعايتهم وتأديبهم بأحسن الأخلاق والأعمال فيا أيها الآباء، قوا أهليكم النار بفتح أبواب الخير لهم.

 

وتوجيههم إليها وتشجيعهم عليها، بينوا لهم الحق ومنافعه ومروهم به وبينوا لهم الباطل ومضاره وحذروهم عنه فإنكم رعاة عليهم وكل راع مسؤول عن رعيته، فمن قام بحسن رعايته فيهم أفلح ونجا، ومن فرط في رعايته فيهم خسر وهلك، عرفوهم بأصول الإيمان وهي الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، ألزموهم بأركان الإسلام وهي شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت الحرام، مروهم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر، علموهم كيف يتطهرون وكيف يصلون وماذا يقولون في صلاتهم وما يفعلون وماذا يجتنبون ويتركون، اغرسوا في قلوبهم محبة الله وتعظيمه، وبينوا نعم الله الظاهرة والباطنة العامة والخاصة.

 

لترسخ في قلوبهم محبة الله وذكر آلائه ونعمه، واغرسوا في قلوبهم كذلك محبة النبي صلى الله عليه وسلم وبينوا ما حصل على يديه من الخير العظيم لأمته، وأنه صلى الله عليه وسلم الإمام المطاع الذي يجب تقديم محبته وأمره على جميع المخلوقين، بينوا لهم أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم وأخلاق أصحابه الكريمة وما قاموا به من العبادات الجليلة والأعمال العظيمة حتى نصر الله بهم الإسلام وأقام بهم الدين، فإنهم هم العظماء النبلاء الذين حازوا قصب السبق في أعمال الدنيا والآخرة وقادوا الناس إلى الخير فانقادوا إلى ذلك برغبة صادقة، لما نظر الناس إلى أحوال النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وأعمالهم عرفوا أنهم على الحق وأن طريقتهم هي الطريقة المثلى التي يقوم عليها أمر الآخرة والدنيا.

 

فدخلوا في دين الله أفواجا من غير إكراه، وكما أن من أسباب العقوق للوالدين هو الجهل، فعلى الوالد أن يعلم ابنه ولا يتركه جاهلا، ولا بد أن يعلمه العلم الشرعي وهو كتاب الله، وسنة الرسول عليه الصلاة والسلام ويروى أن أحد العلماء جاءه رجل، فقال له ابني ضربني، قال تعالي بابنك، فأتى به فإذا هذا الابن كبير سمين بدين كأكبر ما يكون من الرجال، فقال له أضربتَ أباك؟ قال نعم ضربته، قال لماذا ضربتَه؟ قال وهل يحرم أن يضرب الابن أباه؟ أي هل في الشريعة أنه لا يجوز ضرب الابن لأبيه؟ قال العالم للأب أعلمت ابنك شيئا من القرآن؟ قال لا والله قال أعلمتَه شيئا من السنة؟ قال لا والله، قال أعلمتَه شيئا من آداب السلف؟ قال لا، قال فماذا صنعت معه في حياته؟ قال أطعمته وسقيته وآويته حتى كَبُر.

 

قال تستحق أن يضربك لأنه ظن أنك ثور فضربك، وهكذا فإن عدم تعليم الأبناء العلم الشرعي الذي ينفعهم في الدار الآخرة، ويقربهم من الله، ولا أعني علم الثقافة، وعلم القشور، والمعلومات التي تستحوذ على الذهن ليصبح سلة مهملات، فإن هذا ليس بعلم، حيث قال تعالى في سورة الروم ” يعلمون ظاهر من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون” وكما أن من الأسباب هو عق الرجل والديه فيكون الجزاء من جنس العمل، فمن بر أبويه رزقه الله عز وجل أولادا يبرونه، فقيل أن أحد الناس سحبه ابنه من بيته حتى أخرجه خارج المنزل، فقال الأب لابنه قف هنا، فوالله لقد سحبت أبي من هذا المكان حتى أوقفته في هذا المكان، وهذا الجزاء من جنس العمل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى