مقال

الدكروري يكتب عن إنبساط الأرض وتشقق السماء

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن إنبساط الأرض وتشقق السماء

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

إن من أهم ثمرات منزلة الصابرين العظيمة هي معية الله عز وجل لهم، حيث يقول الله تعالى ” إن ألله مع الصابرين” والإنسان مبتلى في حياته فيمكن أن يُبتلى في نفسه، أو ماله أو أولاده، فما عليه إلا أن يصبر، وقد يكون الامتحان والابتلاء تمحيصا لإيمان المؤمن، وقد يكون ترقية لدرجاته، وقد يكون تكفيرا لذنوبه وسيئاته، فإن صبر المؤمن على ما ابتلي به وامتحن فإنه يهيئ نفسه للعيش بمعية الله سبحانه وتعالى، وكذلك أيضا الإحسان، حيث يقول الله تعالى ” وإن الله لمع المحسنين” فعلينا أن نكون من المحسنين خُلقا وسلوكا، عبادة وعملا، مادة ومعنى ويجب أن يظهر أثر هذا الإحسان على سلوكنا في معاملاتنا مع جميع الخلائق، فإن معية الله لهؤلاء الأصناف قد تكررت في القرآن الكريم في عدة مواضع.

 

وهذا يؤكد أن تقوى القلب والصبر هما شأن من شؤون الروح التي تطمئن لله سبحانه وتعالى، وأن الإحسان هو تقديم عمل خير للناس، ولقد شاء الله تعالى بحكمته أن تكون هناك العديد من العلامات التي تبيّن قرب اليوم الآخر، وهذه العلامات تدل على تغير الأحوال وتبدلها، كما وتدل على قرب الحساب وما يعقبه من أحداث، ومن هذه العلامات هو انبساط الأرض حتى تكون مستوية، وتشقق السماء وانفطارها، وخروج الحمم من البحار، وغير ذلك من الأحداث التي تغير نظام الكون، وإن هناك الكثير من الأهوال التي تحدث في نظام الكون يوم القيامة، ومن الأهوال التي تحدث هو أن السماء تتبدل ملامحها يوم القيامة وذلك إثر تصدعها وانشقاقها، وتخلل أركانها مما يؤدي إلى انهيارها.

 

كما أنها تتحرك حتى تموج في بعضها، فقال تعالى ” يوم تمور السماء مورا” وكما يتغير لونها وشكلها وتأخذ شكلا آخر ليشاهد الإنسان ما كان غيبا عنه، فقال تعالى ” فإذا انشقت السماء فكانت ورده كالدهان” فيكون لونها أحمرا كلون الورد، وتكون كالزيت المغلي أو كالرصاص المصهور، وتصبح ضعيفة لنزول ما فيها من الملائكة، وقد وصف الله تعالى ضعفها بقوله “وانشقت السماء فهي يومئذ واهية” ويكون فيها أبواب لكثرة تشققها، ثم تنزل الملائكة إلى أرض المحشر من هذه الأبواب طاعة لأمر الله تعالى، وفي النهاية تطوى وتزول وتبدل بسماء أُخرى، فقال تعالى “يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات” وكما أن من الأهوال التي تحدث للشمس والقمر يوم القيامه.

 

وهو أن تظلم الشمس يوم القيامة، ويذهب نور القمر، ثم يجمعان ويرمى بهما، قال النبي صلي الله عليه وسلم ” والشمس والقمر مكوران يوم القيامة” أي ملفوفان إلى بعضهما مع ذهاب نورهما، ويُرمى بهما، وكما أن من الأهوال التي تحدث للنجوم والكواكب وهو أنه تنطفئ النجوم وتعتم، ويتغير شكلها، وهو ما يسمى بالطمس، كما أنها تتساقط، وأما الكواكب فإنها تنكدر وتظلم، كما أنها تتوقف عن الحركة والدوران، وجاء ذكر بعض هذه الأحداث بقوله تعالى ” وإذا الكواكب انتثرت” أي تناثرت وتغير شكلها بعد أن كانت متناسقة، وكما أن من الأهوال التي تحدث للأرض والجبال هو تسير الجبال، وتكون كالهباء المنثور، وتتشقق الأرض، وبعد النفخة الأولى تطوى الأرض وتبدل بأرض غيرها.

 

كما أن كل ما فيها من جبال ومرتفعات وغير ذلك لا يكون كشكله المعتاد، وتكون كالبساط، فقال تعالى ” كلا إذا دكت الأرض دكا دكا” فالأرض ثابتة لوجود الجبال فيها، ولكن بعد زوال الجبال المثبتة لها يحدث لها كل هذا التغير، من زلزلة وغير ذلك، وتصبح كالرمال بعد أن كانت ثابتة وصلبة، فقال تعالى “يوم ترجف الأرض والجبال وكانت الجبال كثيبا مهيلا” وتكون الجبال كالصوف المنفوش، ثم تنسف حتى تكون هباء منثورا، ولا يبقى منها أثر، فقال تعالى ” ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا، فيذرها قاعا صفصفا” أي بلا ارتفاعٍ أو انخفاض.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى