مقال

أم المؤمنين السيدة أم حبيبة

جريدة الاضواء

أم المؤمنين السيدة أم حبيبة
بقلم / هاجر الرفاعي

بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي أشرف المرسلين وعلي آل بيته الأخيار الطاهرين فسوف نتكلم عن آل بيت النبي الكريم محمد صلي الله عليه وسلم ومع إحدي زوجاته الطاهرات الشريفات العفيفات : وهي أم المؤمنين السيدة رمله بنت أبى سفيان رضى الله عنهما وهى أم المؤمنين أم حبيبه، وكانت رضي الله عنها ممن أسلم مبكرا من الثلة المؤمنة، وقد تزوجت عبيد الله بن جحش الأسدي وعاشا معا في مكة، فلقيا من العذاب والمشقة ما لقيه المسلمون في بداية الدعوة المكية، ولم يكن لهم بد من الخروج من مكة المكرمة وهجرة الوطن، فقد هاجرت أم حبيبة رضي الله عنها برفقة زوجها إلى الحبشة في الهجرة الثانية، ورُزقت هناك بابنة اسمها حبيبة.

وقد تكنت بها رضي الله عنها، ثم حدث ما لم يكن في الحسبان فقد تنصّر زوجها عبيد الله وهما في أرض الحبشة ومات على الكفر، وثبتت هي رضى الله عنهاعلى الإسلام، وأم المؤمنين أم حبيبة، هى السيده رملة بنت أبي سفيان الأموية القرشية الكنانية، وهى صحابية من المهاجرين والسابقين الأولين وهى زوجة الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان من إخوانها هو الصحابي يزيد بن أبي سفيان، والصحابي والخليفة معاوية بن أبي سفيان، وكانت أمها هى السيده صفية بنت أبي العاص بن أمية، وهى عمة الصحابى وثالث الخلفاء الراشدين ذو النورين عثمان بن عفان، وقد هاجرت السيده أم حبيبة، مع زوجها عبيد الله بن جحش.

إلى أرض الحبشة في الهجرة الثانية فولدت له حبيبة، وفي الحبشة رأت السيدة أم حبيبة رؤيا، ثم أصبحت واقعا جديدا لها، فتروي رضي الله عنها وتقول ” رأيت في النوم كأن عبيد الله بن جحش زوجي بأسوأ صورة وأشوهه، ففزعت فقلت تغيّرت والله حاله ” فإذا هو يقول حين أصبح يا أم حبيبة، إني نظرت في الدين فلم أَرى دينا خيرا من النصرانية، وكنت قد دنت بها ثم دخلت في دين محمد صلى الله عليه وسلم، ثم رجعت في النصرانية، فقلت، والله ما خير لك، وأخبرته بالرؤيا التي رأيتها، فلم يحفل بها، وأكبّ على الخمر حتى مات، وكانت السيده رمله بنت أبى سفيان سيده قرشيه، وقد تزوج النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.

السيدة أم حبيبة في العام السابع من الهجرة النبوية المشرفة، وكان زواجه منها صلى الله عليه وسلم تكريما لها على ثباتها في دين الله تعالى، فكم من امرأة تتبع زوجها في كل حركة وسكنة في حياته، تفعل الخير بفعله، وتكف عن الشر بكفه، ولكن هذه المرأة المهاجرة بدينها وولدها لم يزعزعها ألم الفراق بينها وبين زوجها وعائلها، في بلد يبعد آلاف الأميال عن بلدها، وإنما حاولت بكل ما أوتيت من قوة أن تثني زوجها عن تغيير عقيدته إلى عقيدة التوحيد، لكنه أصرّ وتولى، فصبرت وشكرت، فكافأها الله بزواجها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجعلها أمّا للمؤمنين، ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

بمنأى عما يحدث لأصحابه أينما كانوا، فقد كان القائد الأول للمسلمين صلى الله عليه وسلم، يتابع أحوال الجميع، وإنه مسئول يتفقد رعيته، ولم تكن أحوال المسلمين المهاجرين إلى الحبشة لتخفى عليه، فقد كان يتابعها بشكل دائم، وقد وصلت إليه صلى الله عليه وسلم أخبار السيدة الكريمة الشريفة أم حبيبة وما لاقت من مصاعب ومتاعب، وكيف صبرت وثبتت وتمسكت بالإسلام، رغم كل ما مرت به من أحوال، فكانت مواساة رسول الله صلى الله عليه وسلم، لها أن طلب الزواج منها، وتقول السيدة أم حبيبة رضي الله عنها : فأرى في النوم كأن آتيا يقول يا أم المؤمنين، ففزعت، فأوّلتها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، يتزوجني.

فقالت : فما هو إلا أن انقضت عدتي فما شعرت إلا برسول النجاشي على بابي يستأذن، فإذا جارية له يقال لها أبرهة، كانت تقوم على ثيابه ودهنه، فدخلت عليّ فقالت : إن الملك يقول لكى : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إليّ أن أزوجكه، فقالت : بشرك الله بخير، قالت : يقول لك الملك وكِّلى مَن يزوّجك، فأرسلت إلى خالد بن سعيد بن العاص فوكلته، فكان هذا الزواج تعويضا لها عما لاقته رضي الله عنها، من عنت ومشقة، ومكافأة لها من الله سبحانه وتعالى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى