مقال

الدكروري يكتب عن حرمان الطفل من وجود الأب

الدكروري يكتب عن حرمان الطفل من وجود الأب
بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن من خلال التوجيه الأبوى القائم على النصح والإرشاد وتقويم الأخطاء، يتكون الضمير والمثال الأعلى للطفل، أما إذا تعرض الطفل لغياب الأب بشكل دائم، فقد يحدث له إعاقة في النمو الفكرى والعقلي والجسمي، خصوصا إذا كان هذا الحرمان من الأبوة في السن التى تتراوح بين الثانية والسادسة، وذلك لأن تطور الطفل بشكل سوى وطبيعي يتطلب وجود الأب، فهو الحامي والراعي والمسؤول عن توفير الاحتياجات الضرورية للطفل فى هذه المرحلة المهمة من حياته، ومع تطور وتسارع وتيرة الحياة المعاصرة، أصبح الآباء يأخذون دورا أكثر فاعلية في حياة أطفالهم على عكس الآباء في القدم، الذين لم يكونوا على صلة مباشرة بأبنائهم.

ويضع الخبراء عشرة نصائح للآباء لبناء علاقة طيبة مع الأطفال، تؤثر في مستقبلهم، وهى احترم أم أطفالك، فيجب أن يحاول الأب بكل استطاعته حماية زواجه وصورة زواجه أمام أطفاله، وعليه تجنب الصراخ على الأم، فعندما يجد الأطفال أن الوالدين يحترمان بعضهما، ولا يتعاركان أو يتجادلان بطريقة مؤذية، فإنهم سيشعرون بأنهم مميزون وأن عائلتهم تقدرهم، وأن يقضى الأب وقتا مع الأطفال، فإن الطريقة التى يقضى فيها الأب وقته مع أطفاله مؤثرة جدا عليهم، فإذا كان الأب دائم الانشغال ولا يقضي الوقت مع أبنائه، فإنهم سيشعرون بأنهم مهملون، وعلى الأب التضحية قليلا في بعض وقته الخاص من أجل أطفاله.

لأن الوقت الذى سيقضيه معهم ضرورى في بناء شخصياتهم، وأيضا أيها الأب اكسب حقك في أن تكون مسموعا، فإن في غالبية الأحيان لا يتحدث الأب مع أطفاله، إلا عندما يرتكبون الأخطاء، وهذا الأمر لا يساعد فى تقويم سلوك الأطفال، لذا على الأب التحدث مع أطفاله وتخصيص وقت لذلك، والتحدث في الأمور الحرجة في وقت مبكر من الطفولة، والاستماع إلى مطالبهم ومشكلاتهم حتى تنكسر جميع الحواجز، ويصبح الأب الصديق الفعلى لأطفاله، الذى يعودون إليه في كل المسائل، إذن الواجب على الوالدين القيام بمهام التربية الإسلامية الصحيحة للأولاد، وألا يتخلوا عن هذه الأمانة العظيمة في أعناقهم، وألا يقفوا موقف الناظر فحسب.

الذى يتألم على ما يرى دون أن يقدم يد العون لغيره، فإن الله تعالى نهانا عن الخيانة لله ولرسوله وللمؤمنين، والذي يضيع أمانة التربية لأسرته، والأخذ بأيديهم من الهلاك والانحراف، لا ريب أنه واقع فى هذه الخيانة العظمى، فإن على الأسرة المسلمة أن تقوم بغرس الدين وشعائره ومحبته في قلوب أبنائها وبناتها، وعليها أن تغرس حب العبادة والقرآن والذكر فيهم، كما تغرس فيهم قيم الإسلام وأخلاقه الفاضلة وآدابه، وعليها أيضا أن تحفظهم من وسائل الانحراف والضلال، ومن الإعلام المقروء والمرئي والمسموع، وأن تحذرهم أصدقاء السوء، وأن تربطهم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، والمساجد وأهل العلم فإن الأمانة عظيمة.

وإن خطب الأمة جلل، وعليك أيها الأب أن تهذب أطفالك بالحب، فكل الأطفال يحتاجون إلى الإرشاد والتهذيب وتقويم السلوك، وهذا لا يعنى تنفيذ العقاب بحقهم، بل رسم خطوط وحدود معقولة لهم للتصرف، ويجب على الآباء تذكير الأطفال دائما بعواقب أعمالهم ومكافأتهم بشكل لافت في حال تصرفوا بطريقة إيجابية، فالأب الذى يهذب أطفاله بطريقة هادئة ولا يصرخ عليهم يظهر لهم حبه بشكل واضح، وعليك أيها الأب أن تكون القدوة لهم، فإن الأطفال يتخذون الآباء قدوة لهم بشكل تلقائي، سواء أدرك الأب ذلك أم لا، فالطفلة التى تمضي وقتها مع والدها، الذى يظهر لها الحب، ستكبر لتعلم أنها امرأة تستحق الحب، ولن تقع ضحية للرجال، ويمكن للآباء أن يكونوا مثالا للصدق والتواضع وتحمل المسؤوليات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى