مقال

الدكروري يكتب عن ألا أخبركم بأهل الجنة

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن ألا أخبركم بأهل الجنة

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

يقول عبد الله بن جعفر بن أبي طالب رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم أردفه خلفه فقال ” يا فتى ألا أهب لك ألا أعلمك كلمات ينفعك الله بهن احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده أمامك وإذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم أنه قد جف القلم بما هو كائن واعلم بأن الخلائق لو أرادوك بشيء لم يردك الله به لم يقدروا عليه واعلم أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرا” وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” ما أصاب مسلما قط هم ولا حزن فقال اللهم إني عبدك، ابن عبدك، ابن أمتك، ناصيتي في يدك، ماض فيّ حكمك، عدل فيّ قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك.

 

أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور بصري، وجلاء حزني، وذهاب همي، إلا أذهب الله همه وأبدل له مكان حزنه فرجا، قالوا يا رسول الله، أفلا نتعلم هذه الكلمات؟ قال ” بلى، ينبغي لمن سمعهن أن يتعلمهن” وعن شقيق البلخي قال كنت في بيتي قاعدا فقال لي أهلي قد ترى ما بهؤلاء الأطفال من الجوع، ولا يحل لك أن تحمل عليهم ما لا طاقة لهم به، قال فتوضأت وكان لي صديق لا يزال يقسم علي بالله إن يكن بي حاجة أعلمه بها ولا أكتمها عنه، فخطر ذكره ببالي، فلما خرجت من المنزل مررت بالمسجد، فذكرت ما روي عن أبي جعفر قال من عرضت له حاجة إلى مخلوق فليبدأ فيها بالله عز وجل، قال فدخلت المسجد فصليت ركعتين، فلما كنت في التشهد، أفرغ عليّ النوم.

 

فرأيت في منامي أنه قيل يا شقيق أتدل العباد على الله ثم تنساه؟ قال فاستيقظت وعلمت أن ذلك تنبيه نبهني به ربي، فلم أخرج من المسجد حتى صليت العشاء الآخرة، ثم تركت الذهاب لصاحبي وتوكلت على الله، وانصرفت إلى المنزل فوجدت الذي أردت أن أقصد قد حركه الله وأجرى لأهلي على يديه ما أغناهم” فإنه يجب على المسلم الاتصاف بلين الجانب والسهولة في التعامل مع الآخرين، وبخاصة مع الزوج والأقارب حتى يكون من أهل الجنة، ولا يكون من أهل الاستكبار والعتو والتجبر الذين هم أهل النار، والعياذ بالله، وعن حارثة بن وهب قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول.

 

” ألا أخبركم بأهل الجنة، كل ضعيف متضعف، لو أقسم على الله لأبره، ألا أخبركم بأهل النار، كل عتل جواظ مستكبر” رواه البخارى ومسلم، ومعنى قوله صلى الله عليه وسلم متضعف هو أن يستضعفه الناس ويحتقرونه، ويتجبرون عليه لضعف حاله في الدنيا، فيقال تضعفه واستضعفه، ورواية أخرى معناها أنه متواضع متذلل خامل واضع من نفسه، وإن في حال وقوع شيء من هذه المشاحنات فهو أن تؤدي الذي عليك من حق تجاه المشاحن والمخاصم سواء كان زوجا أو أخا أو غيرهما بترك التشاحن والتدابر والهجر والسعي للتصالح معه، فإن قمت بما عليك ثم وجدت منهم جفاء وغلظة فاحتسب الأجرعند الله.

 

فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا قال يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيئون إلي، وأحلم عنهم ويجهلون علي، فقال النبى الكريم صلى الله عليه وسلم ” لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك” ومعنى تسفهم المل، أى تطعمهم الرماد الحار وهو تشبيه لما يلحقهم من الإثم، كما يلحقهم الألم في الرماد الحار، فاتقوا الله عباد الله، وكونوا عباد الله إخوانا فلا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى