مقال

فلسطين الوطن المستحيل

جريدة الاضواء

فلسطين الوطن المستحيل

كتب / يوسف المقوسي

 

السياسة والاخلاق ضدّان. لا دور للفضيلة في الحياة الاقتصادية. لا دور للقيم في بلوغ القوة. الطلاق تام بين الاخلاق والسلطة. كل ما يساعد على النجاح مسموح وواجب. من الضروري أن يكون الساعي الى الحكم، وحشاً بثياب نعجة.

 

في ظل هذا الحاكم، تزداد الجريمة ويعم النهب. في السياسة، معيار قيمتها، نجاحها، حتى ولو كان الارتكاب الفظيع وسيلتها. فكل حقيقة غير مفيدة لبلوغ السلطة لممارسة الحكم، يلزم اسقاطها من جدول أعمال أي كائن سياسي. فالسياسة اخيراً، شأن لا اخلاقي.

 

لو طبقنا ذلك على “فلسطين ”، لأيقنَا انَ الطبقات السياسية والقوى المذهبية، خالية من أي قيمة اخلاقية. ليس المطلوب ان يكونوا قديسين او حنفاء أو (أي لقب ديني)، بل ان تكون شرورهم معتدلة. ما انجزته طبقة اولياء امر القوى المتدينة والمتدنية الفلسطينية، كان عظيماً جداً. مأساويا جداً. غير مسبوق في تاريخ فلسطين . سيشتهر كتاب “غينيس” على حساب الزعامات الفلسطينية، التي حطمت الارقام السياسية من جعل الانهيار فضيلة عظمى. اذ، بالانهيار، يتوه الشعب بحثاً عن لقمة حياة، ويتحصن القراصنة الحزبيون، خلف اتهامات، يعجز الشيطان أن يأتي بمثلها.

 

شياطين السياسة في فلسطين اذكياء، بل عباقرة، وهم من اتباع العبقري مكيافيلي. حرّضوا ضحاياهم لأجل عبادتهم. في فلسطين مئات الآلاف من عبدة الاصنام.

 

انه لبلد مخيف فلسطين . انه يثير الهلع. ولكنه مدمن على الرقص في الكوارث.

 

أقتل.إذا لم تقتل تُقتل. هذا واجب فلسطيني . وللقتل فنون كثيرة. هناك القتل الصارم. بلوغاً الى القتل الناعم. أنت في فلسطين غير آمن. لا شيء تستند اليه. لا دين له. دينه حثالة افعال متكررة. لا قيم له. قيمته ان يسأل عن حصته في كل موقعة او مشروع او انتخاب. اخلاقه من السفالة التي تجعله يلبط الآدمية ويروج للحيوانية المذهبية. وفي المذهبية صراع حيواني شرس. فلسطين طريدة مستدامة، تعيش دائماً على حافة الهاوية الى ان هوت.

 

هذا هو فلسطينكم الذي نعرفه. ومع ذلك، تأخذنا “القيادات” الى بدايات حرب لن تقع. ولكن الاستعداد الكاذب لها، يرتع من خلال الشاشات والصحف والتصريحات. يشعر الفلسطيني انه على فوهة مدفع. الحرب الاهلية خلفه، وأشباحها ماثلة، والحرب الإسرائيلية امامه. والخطوة الى الامام، وتندلع، وإن لم تندلع، فان الخسائر تكون قد وقعت بلا طلقة.

 

الفلسطينيون اليوم، أسرى المستحيلات. إياكم والأمل. لا أحد يستطيع ان يضع نقطة نهائية او فاصلة.

يا للعار. سوق البغاء أكثر نقاء.

 

لعنة فلسطين على الفلسطينيين الغلابى الطيبين الانسانيين هي لعنة خالدة. ليست الكارثة في انهم قتلوا الماضي وسفكوا الحاضر. لقد أعدموا المستقبل قبل ان تولد فلسطين .

 

ومن المستحيلات ما يلي: يستحيل على فلسطين ان يتغير. ان يصبح دولة. ان يكون وطناً. ان تكون لديه ديموقراطية. ان يكون سيداً مستقلاً. ان يكون منتجاً. ان تتآلف الأحزاب والحركات . ان تتفق اطرافه على علاقات خارجية وطنية. فلسطين ، كان دائماً تابعاً. استقلاله كذبة. حكوماته عكازاتها مُعَارَة من عواصم الاقليم ودول الاغتصاب والاستعمار الدولي.

 

ويا لعار المرحلة. ملايين من أهل السنة باتوا ينظرون الى اسرائيل نظرة الشقيق. العدو هو إيران. يافطة الانقسام السني – الشيعي، في العالم العربي، تعيد الى الوعي الشيعي، حروب الفتنة السنية الشيعية، على مدار 1400 عام. أمعقول ان يقترب السني من الشيعي، بعد عداء دموي، ويصبحان في خندق واحد.

 

يا للعار. “اسرائيل” كانت دائماً الشقيق السري للقوى “السيادية” المعادية للعروبة. القوى التي لا تتورع ان تنام في سرير زنادقة الغرب الكاذب. لا انامل ناعمة للطرب. هذه اظافر فقط. يأخذ ولا يعطي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى