مقال

جبروت القوي وإستهانته بالضعيف نظرية قتل ممنهجة

جريدة الاضواء

جبروت القوي وإستهانته بالضعيف نظرية قتل ممنهجة

 

اللواء.أ.ح.سامى محمد شلتوت.

 

• نحن فى زمن صعب على كل البشر بل الأسؤء لم يبدأء بعد. العالم فى بدأية مشكلة غذاء عالمية .فندائي هو التكافل الإجتماعي لتوفير سبل الحياة لكل المستويات والمتوسطة وما دونها بالذات. الناس فى كرب شديد لتوفير مستلزمات الحياة لذويهم . لقد ذكرنى وضعنا ببيت شعر قديم. نستعرض حكايته …..

 

• بعيني رأيت ذئباً يحلب نملة….

ويشرب منها رائق اللبنِ!!!!.

بيت شعر غريب نوعاً ما ، يتناقله الناس على أساس الفكاهةو السخرية، والكثير لا يعرف معناه الحقيقى أو قصته .

فهل الذئب يستطيع أن يحلب نملة؟ وهل النملة لديها حليب أصلا؟!وما كمية حليب النملة لتكفى الذئب؟.

هل فكرت فى تلك الأسئلة عندما قرأت بيت الشعر؟!هل تعرف أن بيت الشعر لأحد عمالقة الشعر العربى وأجزلهم لفظاً وأحسنهم نظما وأعظمهم شأناً إنه الشاعر« أبو الطيب المتنبي»…

 

• قالوا زمان إذا عرف السبب بطل العجب، فقبل أن تتعجب هيا بنا نتعرف كيف أن الذئب يحلب نملة؟

يقول المتنبي « كنت في أحد أسواق الكوفة واقفاً قرب إمرأة فقيرة تبيع السمك.

فجاء رجل غني جداً أنا أعرفه ويرتدي ملابس غالية الثمن تدل سيماه على الغنى الفاحش.

قال للمرأة : بكم رطل السمك؟….

فقالت له: بخمسة دراهم يا سيدى..

قال لها بتكبر: بل بدرهم للرطل الواحد….

فقالت له بإستعطاف : أنا إمرأة فقيرة.والسمك ليس لي بل لرجل أبيعه له فيعطيني ما قسم الله لي..

فقال الرجل الغني بإستعلاء : بل بدرهم ليس أكثر ….

فقالت المرأة بقلة حيلة : بل بخمسة دراهم..

فقال الرجل الغني وهو يشير بإستخفاف : أوزني لي عشرة أرطال….

فأعدت له المسكينة عشرة أرطال من السمك على أمل أن تحظى بالثمن كاملاً ، فأخذهم الرجل منها بقسوة ورمى عليها عشرة دراهم وذهب مسرعاً….

فنزلت دموع المسكينة و أخذت تنادى عليه فلم يجب..

يقول المتنبى : فناديت عليه بنفسي فلم يجب، لقد كان ذئباً في غناه وبخله ولؤمه، وكانت نملة في ضعفها وفقرها ..

وأنشد يقول «بعيني رأيت ذئباً يحلب نملة…. ويشرب منها رائق اللبن.

 

••• قصة بيت شعري تدل على جبروت القوي وإستهانته بالضعيف و مشاركته له لقمة العيش وإستكثاره لرزقه القليل فكم فقير يتألم وكم غني يتنعم! وكم من ذئاب إرتوت من لبننا. حتى جف الضرع وشح اللبن ولم يعد عند الكثيرين منا ما يقتات منه هو وذويه. فهل ترحم الذئاب بنى النمل المساكين فقد هلكت النمل تحت أرجل جحافل الذئاب. إرحمونا لا يرحمكم الله . وإقتص منكم المولى.. فقط طفح الكيل ولم نعد نقدر حتى على أن نعيش حد الكفاف. رسالتى إلى كل ذئب يستضعف الضعيف. فالله أقوى وأقدر على القصاص منكم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى