مقال

الدكروري يكتب عندما تضيع روح الحياة الزوجية

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عندما تضيع روح الحياة الزوجية

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يرد المسلمين إلى دينه مردا جميلا وأن يحفظ بلادنا وبلاد المسلمين من كل مكروه وسوء وأن يجعل مصرنا رخاء سخاء وسائر بلاد المسلمين يا رب العالمين، فعلينا جميعا أن نغير ما بأنفسنا من اعتناق الأفكار الغريبة والمغلوطة والمتطرفة إلي الاعتدال والتوسط والإمساك بجوهر الدين الصحيح، ونغير ما بأنفسنا من أخلاق توارثناها إلي الإمساك بسنة النبي صلي الله عليه وسلم، ونغير ما بأنفسنا من أمراض اجتماعية قبيحة جنينا جميعا ثمارها إلي التعاون في أوجه الخير، ونغير ما بأنفسنا من الإمساك بالدنيا إلي الحرص علي الآخرة والعمل علي كل ما يقربنا منهان ونغير ما بأنفسنا من إيقاظ الفتن والفرقة والتحزب والاختلاف إلي لم الشمل ورأب الصدع.

 

وخلق جسور التواد والتحاب بين أبناء المجتمع، فيا أيتها الزوجة المسلمة، اعلمي أنه حين تفقدين روح الزوجة مع زوجك، لن يُعيدك إليه كل عمليات التجميل وماركات الملابس الباهظة، فإن القلوب لا تعترف بالمال لأن حديثها نبض وهمسة ونظرة حب وإحساس مُشبع بالاهتمام، وهذه لن تأتي بها الزينة وحدها، فلا تهلكي نفسك بأمور سطحية، وحاولي إحياء شهرزاد داخلك، حينها ستجدين رفيق دربك الذي ضيعتيه في متاهات الحياة السطحية، ولا تجعلي الهاتف وصديقاتك يسرقونك منه، وحين تنتهين من كلام لا ينتهي، تستغربين صمته وضجره، وكأن من يعيش معك عبارة عن قطعة من حجر حاولي التجاوز عن تصرفات تبدر منه في لحظة ضعف أو تعب، ولا تطالبيه أن يكون ملاكا لأنك أنت لست كذلك.

 

ما دُمت دخلت بيته، فأنت مؤتمنة على عرضه وماله وبيته، وكل شيء يخصه، فأدي الأمانة، واحفظيها كما يجب، يحفظ الله لك بيتك سالما من كل خدش أو فطور، واستشعري فقط أنك تمثلين أمك، وتعكسين تربيتك من خلال تَعاملك معه، حينها لن ترتضي لأمك وأبيك بأي كلمة جارحة تخدش بتربيتهم، ترفعي عن كل صغيرة، وارتقي بخُلقك وفكرك وكلامك وتصرفاتك، وكوني قدوة في مجتمعك الصغير، وقرّي في بيتك، واحفظي عهد أبيك، ولا تكوني تابعا لكل ناعق يريدك بضاعة رخيصة لكل رخيص، واقتدي بأمهات المؤمنين، فهن مدرسة روحانية وقدوة في التعامل والتربية، فهل تتركين قدوة تجعلك نجما في سماء الحب، وتتبعين من يريدك زهرة يزين بها مائدته ليلا، حتى إذا بزغت الشمس وذبلت.

 

رماها في أقرب مكان للنفايات؟ خُلقتي كريمة وستبقين، ولا كرامة ولا عزة إلا بجانب رجل اختاره الله لكي، لتكوني ريحانة بيته، فإن حواء التي يسكنها الطيبة والرقة والحنان لن تفشل في كسب رجل لا يريد منها سوى أن تسمعه في لحظة ضعف، وتهتم به لحظة تعب، وتفرحه لحظة حزن، وتعينه في شدة، فكوني له أربعا، يكن لكي فوق ما تريدين، فإن الإنسان في هذه الحياة لابد له من مخالطة الناس، واتخاذ بعضهم جليسا له، وعونا على مشاكل الحياة، ولكن الناس متفاوتون في أخلاقهم وطباعهم، فمنهم الخيّر والفاضل الذي يُنتفع بصحبته وصداقته، ومجاورته ومشاورته، ومنهم الرديء الناقص العقل، الذي يُتضرر بقربه وعشرته وصداقته، وجميع الاتصالات به ضرر وشر ونكد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى