مقال

تصالحوا وتصافحوا رحمة بشعبكم

جريدة الاضواء

تصالحوا وتصافحوا رحمة بشعبكم

كتب / يوسف المقوسي

كيف السبيل إلى حوار صحي مع فكر متخلف حتى عن الرجعية؟

وكيف السبيل إلى حل معقول ومقبول للأزمة الوطنية في فلسطين طالما ظل سائداً ذلك النمط من العقل السياسي القاصر والمستعصي على النمو، وبالتالي العاجز عن فهم بديهيات هذا العصر المذهل وعن استيعاب روحه الوثابة التي تغير العالم بمعدلات مذهلة في سرعتها؟

بتحديد دقيق نوعاً: كيف يمكن للعواجيز من قادتنا وأقطابنا وزعمائنا الميامين، وأكثرهم صحة يشكو من عشرة أمراض (غير التخلف العقلي) أن يتفاهموا مع الأجيال الجديدة؟

ما هي الروابط؟ ما هي نقاط التلاقي؟ ما هي القواسم المشتركة في الهموم والمطامح بين الشباب، وهم للمناسبة الأكثرية الساحقة من مواطني فلسطين ، وبينهم، هم القلة القليلة الحاكمة المتحكمة، الغنية المحتكرة، الفاسدة المفسدة باعتراف سدنتها وحاشيتها وليس فقط باتهامات الخصوم أو بمنظمة السذج والأبرياء

الذين عجزوا عن فهم معنى الاستقلال فقزموه وأبقوا فلسطين في أسار الغاصب والمحتل والدخيل والطامع، موفرين على هؤلاء جميعاً نفقات جيش الاحتلال،

والذين رفضوا، ومارسوا رفضهم لأي نوع من أنواع التطوير سواء في الأسلوب والمنهج أو في الامتيازات وطريقة “توزيعها”، وحتى في الأشخاص.. ناهيك بالدستور والأعراف والقوانين والمواثيق التي ثبت إن الزمان تخطاها فكيف بالناس؟

والذين يرون في أي تغيير، حتى في اتجاه السير خطراً على السلطات الحاكمة.

 

كيف السبيل إلى “تفهم وتفاهم” مع هؤلاء بأنماطهم المختلفة الذين شقوا فلسطين الواحد إلى إثنان غربية وشرقية (وربما عما قريب إلى برية وبحرية أيضاً، وشمالية وجنوبية وبين بين!).

 

كيف السبيل إلى توازن بين الطموح المشروع لشعب فلسطين إلى وطن حقيقي وإلى حياة كريمة وبين هؤلاء الذين تسببوا في منع فلسطين من أن يكون وطناً، وحرموا الحقيقة في فلسطين ، وحظروا الحياة الكريمة باعتبارها من الأفكار المستوردة؟!

 

يجأر المواطنون بالشكوى من جنون الأسعار وأطماع المحتكرين والأرباح الفاحشة التي يحققها السماسرة والتجار، والمحسوبية واستغلال النفوذ الذي يمارسه الاقطاع السياسي.. فيجيء الرد اتهاماً بالكفر والالحاد .

 

تتصاعد المطالبة بضرورة أن يدافع فلسطين عن شرفه الوطني وأن يلجأ لحصنه الحقيقي متمثلاً في انتمائه القومي، ومن شروطه تلاحم المقاومة الفلسطينية مع بعضها البعض.. فإذا الجواب إحياء لتاريخ الإنقسام والتمرد العظيم وإنكار للعروبة والعرب جميعاً (فيما عدا شيوخ قطر وتركيا منهم وأصحاب الرساميل والمحتاجون إلى بعض الخدمات الخاصة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى