مقال

مسيرة أمير شهداء الوطن إبراهيم الرفاعى

جريدة الاضواء

مسيرة أمير شهداء الوطن إبراهيم الرفاعى

اللواء.أ.ح.سامى محمد شلتوت.

• قدوتى وقدوة كل ضباط الصاعقة المصرية. ونبراس مضئ لكل الأجيال ونموذج حى لم يغب عن مخيلة كل فدائي الصاعقة المصرية ببطولاتهم المستمرة ونهر شهداء الوطن المفدى تربوا على شعار التضحية والفداء ليسطروا مجد هذا الوطن الغالى على قلوبنا وعقولنا.مؤسس المجموعة «39» قتال . وما أدراك ما هى إنها وحدة الرعب المزلزل وبركان الغضب على العدو ..

•اليوم ذكرى إستشهاد قائد الوحدة «39 قتال »الشهيد البطل…
العميد أ.ح / إبراهيم الرفاعي،
والتي توافق يوم 19 أكتوبر 1973 م و23 رمضان 1323 هـ .
ولد الشهيد البطل إبراهيم السيد محمد إبراهيم الرفاعى فى 27 من يونيو عام 1931، بقرية الخلالة، التابعة لمركز بلقاس، بمحافظة الدقهلية.
إلتحق بالكلية الحربية عام 1951، وتخرج منها عام 1954، وإنضم عقب تخرجه إلى سلاح المشاة، وكان ضمن أول فرقة الصاعقة عام 1955 في منطقة أبو عجيلة بسيناء، لفت الأنظار بشدة خلال مراحل التدريب لشجاعته وجرأته منقطعة النظير.

•تم تعيينه مدرسًا بمدرسة الصاعقة وشارك فى بناء أول قوة للصاعقة المصرية وعندما وقع العدوان الثلاثى على مصر 1956 شارك فى الدفاع عن مدينة بورسعيد الباسلة، وبعدها التحق بفرقة «القفز بالمظلات» ثم إنتقل لقيادة وحدات الصاعقة للعمل كرئيس عمليات…
ثم سافر إلى الإتحاد السوفيتي عام 1959، حيث حصل على دورة إستطلاع، وعقب عودته شارك فى حرب اليمن مع شقيقه الرائد سامح الذى أستشهد خلالها ثم حصل على ترقية إستثنائية عقب مشاركته فى عملية سرية، وواصل تأدية دوره خلال حرب يونيو عام 1967، وقام خلالها بأداء مهمات إستطلاعية على المحور الشمالى.
« محور بورسعيد العريش»و عقب النكسة وما أعقبها من إعادة تنظيم الجيش، تلقى الرفاعى تكليفًا من اللواء / محمد صادق، مدير المخابرات الحربية وقتذاك، بتكوين مجموعة قتالية للقيام بمهام خاصة خلف خطوط العدو.
وكانت أول عمليات هذه المجموعة نسف قطار للعدو عند الشيخ زويد ثم نسف مخازن الذخيرة التي تركتها قواتنا عند أنسحابها من معارك 1967،وبعد هاتين العمليتين الناجحتين، وصل لإبراهيم خطاب شكر من وزير الحربية على المجهود الذي يبذله في قيادة المجموعة.

• وفى مطلع عام 1968 نشرت إسرائيل مجموعة من صواريخ أرض – أرض لإجهاض أى عملية بناء للقوات المصرية..
وعلى الرغم من أن إسرائيل كانت متشددة فى إخفاء هذه الصواريخ بكل وسائل التمويه والخداع.. إلا أن وحدات الإستطلاع كشفت عديدًا منها على طول خط بارليف.
ولذلك، فقد أمر الفريق أول عبد المنعم رياض، رئيس أركان حرب القوات المسلحة آنذاك، الرفاعى ومجموعته، قائلًا «إسرائيل نشرت صواريخ فى الضفةالشرقية.عايزين منها صواريخ يا رفاعى بأى ثمن لمعرفة مدى تأثيرها على الأفراد والمعدات فى حالة استخدامها ضد جنودنا».
بالفعل عبر البطل الشهيد برجاله قناة السويس وإستطاع أن يعود وليس بصاروخ واحد وإنما بـثلاث صواريخ.
كما نجح الرفاعى فى أسر ضابط إسرائيلى عاد به إلى غرب القناة، كان هذا الأسير هو الملازم / دانى شمعون، بطل الجيش الإسرائيلى فى المصارعة. وأحدثت هذه العملية دويًا هائلًا فى الأوساط المصرية والإسرائيلية على حد سواء حتى تم على إثرها عزل القائد الإسرائيلى المسؤول عن قواعد الصواريخ.

• مع الوقت كبرت المجموعة التي يقودها البطل وصار الإنضمام إليها شرفا يسعى إليه الكثيرون من أبناء القوات المسلحة، وزادت العمليات الناجحة ووطأت أقدام جنود المجموعة الباسلة مناطق كثيرة داخل سيناء، فصار أختيار إسم لهذه المجموعة أمر ضرورى،و بالفعل أُطلق على المجموعة إسم المجموعة «39 قتال»، وذلك من يوم 25 يوليو 1969 وأختار الشهيد البطل إبراهيم الرفاعي شعار رأس النمر كرمز للمجموعة، وهو نفس الشعار الذي إتخذه الشهيد أحمد عبد العزيز خلال معارك 1948.

• صبيحة إستشهاد الفريق / عبد المنعم رياض طلب الرئيس جمال عبد الناصر القيام برد فعل سريع وقوي ومدوي حتى لا تتأثر معنويات الجيش المصري بإستشهاد قائده، فعبر الرفاعي القناة وإحتل برجاله موقع المعدية «6». الذي أطلقت منه القذائف التي كانت سبباً في إستشهاد الفريق رياض، وأباد كل من كان في الموقع من الضباط والجنود البالغ عددهم (44) عنصراً إسرائيلياً.
حتى أن إسرائيل من هول هذه العملية وضخامتها تقدمت بإحتجاج إلى مجلس الأمن في 9 مارس 1969، يفيد أن جنودهم تم قتلهم بوحشية،!!
ولم يكتف الرفاعي بذلك بل رفع العلم المصري على حطام المعدية «6»، بعد تدميرها وكان هذا العلم يرفرف لأول مرة على القطاع المحتل منذ عام 1967، ويبقى مرفوعاً قرابة الثلاثة أشهر.

• وفي صباح السادس من اكتوبر داهم عميد الصاعقة الرفاعي محطة بترول بلاعيم لتكون أول عملية مصرية في عمق إسرائيل،
وفي صباح اليوم التالي في السابع من أكتوبر هاجم الرفاعي ومجموعته مطار شرم الشيخ، وهجوم ثالث في التاسع من أكتوبر .
وفي اليوم العاشر من أكتوبر هاجم وحش الصاعقة ورجاله مطار الطور الإسرائيلي، وإستطاع في هذا اليوم قتل جميع الطيارين الإسرائيليين المتواجدين في المطار، ليدك بعدها مطار الطور مرة ثانية في 14 اكتوبر.
وفي اليومين التاليين من 15 و 16 أكتوبر هاجم الرفاعي وفرقته أبار البترول في الطور، وكانت تلك الضربة الأقوى تاثيرًا في تشتيت دقة وتقليل كفاءة تصوير طائرات التجسس والأقمار الصناعية الأمريكية آنذاك.

•• وفي يوم 18 أكتوبر، وبعد أن حدثت ثغرة الدفرسوار، تقدم شارون، ومعه «200» دبابة، وبرفقته لواء من جنود المظلات الإسرائيلية وهم أكفأ جنود الجيش الإسرائيلي ويحميه الطيران الإسرائيلي، وتقدمت هذه القوة الكبرى للاستيلاء علي مدينة الإسماعيلية، وتم الدفع باللواء 23 مدرع ليواجه القوات الإسرائيلية، ولكنه تكبد خسائر فادحة، بسبب ستائر مقذوفات صواريخ « تاو TOW » الموجهة المضادة للدروع، والتى كانت مفاجأة من مفاجأت الجسر الجوى الأمريكى . بالإضافة للدعم الجوي المكثف، مما أجبر القيادة المصرية على سحبه.
٭ صدرت الأوامر للرفاعي بالرجوع للإسماعيلية للتصدي للقوات الإسرائيلية لتدمير المعبر الذي أقامه العدو، وعدما رأى الرفاعي ورجاله جثامين الشهداء من القوات المسلحة وما فعله الإسرائيليون بجنودنا، صرخ قائلا الرجل بدبابة يا أولاد(…….).
وإنطلقت مجموعة الأبطال لتوقف الزحف الإسرائيلي، ليدعي شارون الإصابة ويربط رأسه، ويطلب مروحية لتنشله من جحيم الرفاعي ورجاله، مما دفع الجنرال شموئيل جونين، قائد جبهة سيناء في ذلك الوقت بالمطالبة بمحاكمة شارون لفراره من أرض المعركة، و إستطاعت المجموعة «39 قتال» أن تفجر المعبر وأن توقف الزحف الإسرائيلي.
وأثناء إشتباك الرفاعي مع الدبابات الإسرائيلية، تم كشف موقعه لتقوم دبابة بإستهدافه بقذيفة، ليصاب بشظية في القلب، ويتم نقله لمستشفى الجلاء العسكري ونتيجة للإصاب، ينال إبراهيم الرفاعي الشهادة ويلقى ربه، يوم الجمعة 19 أكتوبر / 23 رمضان.

نفذت المجموعة «39 قتال» «إثنين وتسعين» عملية على طول الجبهة بأكلمها تحت قيادة إبراهيم الرفاعي.
رحم الله شهداء الوطن وأميرهم. وشفعهم فينا يوم القيامة…..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى