مقال

“وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا” 

جريدة الاضواء

وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا” 

بقلم / هاجر الرفاعي 

الحمدلله ان الحمدلله نحمدة ونستعينه ونستغفرة ونستهدية ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا إنه من يهديه الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا واشهد ان لا اله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير بيدة الخير وإليه المصير واشهد ان سيدنا ونبينا وحبيبنا وعظيمنا وقائدنا وهادينا ومخرجنا من الظلمات الى النور محمدا صلوات ربي وسلامه عليه وعلى ال بيته الاشراف الاخيار رضي الله عنهم بإحسان الى يوم الدين 

إن طاعة الله وطاعة رسوله الكريم أمر إلهي واجب علينا جميعا وعلى كل من قال لا انت الا الله ومن هم ليسوا بقائليها فيجب ان يعلموا ان الله هو الاله وهو الواحد الاحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد فطاعته امر حتمي واجب سرا وعلنا تطبيقا لقول الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم تفسير ابن عاشور الآية 92 من سورة المائدة: “عطفت جملة { وأطيعوا } على جملة { فهل أنتم منتهون } 

، وهي كالتذييل ، لأنّ طاعة الله ورسوله تعمّ ترك الخمر والميسر والأنصاب والأزلام وتعمّ غير ذلك من وجوه الامتثال والاجتناب . وكرّر { وأطيعوا } اهتماماً بالأمر بالطاعة . وعطف { واحذَروا } على { أطيعوا } أي وكونوا على حذر . وحذف مفعول { احذروا } ليُنَزّلَ الفعلُ منزلة اللازم لأنّ القصد التلبّس بالحذر في أمور الدين ، أي الحذر من الوقوع فيما يأباه الله ورسوله ، وذلك أبلغ من أن يقال واحذروهما ، لأنّ الفعل اللازم يقرُب معناه من معنى أفعال السجايا ، ولذلك يجيء اسم الفاعل منه على 

زِنة فَعِللٍ كفرِح ونَهِممٍ .وقوله : { فإن تولّيتم } تفريع عن { أطيعوا واحذروا } . والتولّي هنا استعارة للعصيان ، شُبّه العصيان بالإعراض والرجوع عن الموضع الذي كان به العاصِي ، بجامع المقاطعة والمفارقة ، وكذلك يطلق عليه الإدبار . ففي حديث ابن صياد «ولئنْ أدْبَرْتَ ليَعْقَرَنَّك الله» أي أعرضتَ عن الإسلام .وقوله : { فاعلموا } هو جواب الشرط باعتبار لازم معناه لأنّ المعنى : فإن تولّيتم عن طاعة الرسول فاعلموا أن لا يضرّ تولّيكم الرسولَ لأنّ عليه البلاغ فحسب ، أي وإنّما يضرّكم تولّيكم ، ولولا لازم هذا الجواب لم ينتظم الربط بين التولّي وبين علمهم أنّ الرسول عليه الصلاة والسلام ما أمر إلاّ بالتبليغ . 

وذكر فعل { فاعلموا } للتنبيه على أهمية الخبر كما بيّنّاه عند قوله تعالى : { واتّقوا الله واعلموا أنّكم ملاقوه .وكلمة أنّما } بفتح الهمزة تقيّد الحصر ، مثل ( إنّما ) المكسورةِ الهمزة ، فكما أفادت المكسورة الحصر بالاتّفاق فالمفتوحتها تفيد الحصر لأنّها فرع عن المكسورة اذ هي اختها ولا ينبغي بقاء خلاف من خالف في إفادتها الحصر. والمعني ان امرة محصور في التبليغ لا يتجاوزة الى القدرة على هدي المبلغ اليهم عن ربه فهو ڪوسيط بين الوحي والوحي من ربه سبحانه وتعالى فمن شاء فليفعل ومن لم يشأ فجزائه عند ربه. وهذة الاية عبرة وعظة لنا جميعا ان نبلغ بالهدى والصلاح والسلم والسلام ومن يعمل يعمل ومن لا يعمل لا يعمل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى