مقال

الدكروري يكتب عن الإستسلام لأمر الله تعالى

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الإستسلام لأمر الله تعالى

بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن عمل الخير هو استسلام لأمر الله تعالى حيث يقول الله تعالى ” وأحسن كما أحسن الله إليك” فهو أمر قرآني أن يقابل الإنسان إنعام الله عليه بالمال، أو بالصحة، أو بالوقت، بالإحسان على الآخرين، وتقديم الخير لهم، سواء بالمال، أو بالمشورة الصادقة، أو بالمواساة، وكذلك فإن عمل الخير يعطي الخيرية لأصحابه، حيث قال الله تعالى ” إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية” وقيل أنه سأل نبى الله موسى عليه السلام يوما فقال يارب أنت أرحم الراحمين، فكيف جعلت نارا ستدخل فيها الناس؟ قال يا موسى” كل عبادي يدخلون الجنة إلا من لا خير فيه” فإن عمل الخير هو يسبب الراحة النفسية، فتقول الدراسات العلمية إن الإكثار من فعل الخيرات يؤثر إيجابيا على الحالة النفسية للإنسان بل وتقي من أمراض القلب. 

وإن الخير الذي أشار الله تعالى إليه، ينتظم في كل بر، ويشمل كل عمل صالح، فطاعة الله خير والإحسان إلى الناس خير والإخلاص والنية الطيبة خير، والإحسان إلى الناس خير وبر ذوي القربى خير والقول الجميل خير، ونظافة الجسد خير، وإماطة الأذى عن الطريق خير،وغراس الأشجار خير، والمحافظة على البيئة من التلوث خير، واحترام الآخر خير، والصدق خير والالتزام بالوعد والعهد خير، وبر الوالدين خير وإغاثة الملهوف خير، ورعاية الحيوان خير، والرياضة البدنية خير، وكل عمل ينهض بالفرد ويرقى بالمجتمع فهو خير، والدعوة إلي الله تعالى خير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكرخير، والعدل خير والسلام العالمي خير، والاستزادة من العلم والحكمة خير، لقول الله سبحانه وتعالى كما جاء فى سورة البقرة ” يؤتى الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتى خيرا كثيرا” 

كذلك فإن مجالات العمل الخيري كثيرة ومتعددة، ومن أهداف العمل الخيرى، هو إرضاء الله عز وجل، والحصول علي الأجر والثواب، و دعوة الناس إلى الإسلام، وأيضا فعل الخير بما يضمن للآخرين حق الحياة الكريمة، وكذلك يحقق التنمية ومساعدة الآخرين، ونشر قيم التضامن والتسامح والتعاون، وإن دعوة الإسلام كانت دائما إلى فعل الخيرات والمسارعة إليها، حتى تكون رصيدا تسمو بالإنسان، وتصل به إلى أعلى الدرجات، لأن الشمس لا تنتظر أحدا، والزمن يمضي سريعا، والوقت هو الفرصة الذهبية التي وهبها الله للإنسان، ليعمرها بالخير والصلاح والفلاح، وإن البطء والتثاقل والتروي والـتأني ينبغي أن يكون بعيدا عن عمل الآخرة لأن عمل الآخرة طريق صحيح، لا يحتاج إلى تأمل وتفكر، ويحتاج إلى المبادرة قبل الفوات. 

لأن كل يوم يمضي هو من الفوات، وبعد الفوات يكون الندم، والندم لا يغني عن العاقل شيئا، فالمسارعة والمسابقة والمنافسة لهم بعض السمات الأساسية منها أن المسارعة والمنافسة والمسابقة مطلب شرعي وأمر إلهي، ووصية نبوية، فعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ” اغتنم خمساً قبل خمس، شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك” رواه الحاكم، وإن المسارعة والمسابقة في السير إلى الله تعالى، لا مجال فيها للروية والتؤدة والأناة حيث يقول النبي صلى الله عليه وسلم ” التؤده فى كل شئ إلا فى عمل الآخرة” رواه أبو داود، وقال وهيب بن الورد “إن استطعت أن لا يسبقك إلى الله أحد فافعل” وقال عمر بن عبد العزيز في حجة حجها عند دفع الناس من عرفةَ “ليس السابق اليوم من سبق به بعيره، إنما السابق من غُفر له” .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى