بكاء الرجال متى .!؟
أحمد أبو سمك
– من قال أن الرجال لا يبكون .؟!
بلى .. يبكي الرجال.
يبكي الرجال :
عندما تموت أمهاتهم ، لأن كلمة أمي وحدها من تشعرهم بأنهم ما زالوا صغاراً مهما بلغوا من العمر و غيابها يُثري الشيب في الرأس ما بين ليلة و ضحاها.
يبكي الرجال :
حين يفقدون آباءهم ، لأنهم في تلك اللحظة يصبحون هم الآباء و هم الأعمدة و هم السقف و وحدهم هم السند.
يبكي الرجال :
حين يمرض أحد أبنائهم ، لكن بعد أن يديروا ظهورهم حتى لا تراهم تلك العيون الصغيرة التي تستمد قوتها للشفاء من قوة آبائهم.
يبكي الرجال :
حينما يزوجون بناتهم، حيث يسلمون فلذات أكبادهم و عزة شرفهم لرجلٍ آخر بعد سنواتٍ من الألفة و الحنان.
يبكي الرجال :
لجحود الأبناء أو إستعلائِهم أو تطاولهم و لو بكلمة على والديهم.
يبكي الرجال :
عند نكران الجميل من زوجة أحبها و أنعم عليها و أكرمها بل و أغدق عليها من الخيرات ، لكنها في لحظات تناست كل هذه الافضال و المكرمات.
يبكي الرجال :
عند عجزهم عن تأمين لقمة أو لعبة أو أدنى رغبة لأولادهم.
يبكي الرجال :
عند الخشوع بين يدي الله ، و لفراق الأوطان و لغياب الأحبة و الأخوان.
يبكي الرجال :
إذا شاب الرأس و انحنى الظهر و ضعف الجسم و دنا الرحيل إلى قبر الوحشة و كانت حقيبة الزاد فارغة.
لكن دموع الرجال لا تخرج فقط من مقلة العين على الخد فلا يراها إلا القليل ، بل و تخرج من القلب و على القلب فهي تنهدات و نظرات و تجاعيد الوجه و بياض الشعر و انحناء إلى الأرض.
حفظكم الله بحفظه