خواطر وأشعار

خواطر ادبية خالد سيد

جريدة الاضواء

خواطر ادبية خالد سيد

نحن نكتب حين يخوننا الكلام 

و تنحسر الفكرة والصوت متمنين لو نقوى إلى النظر للبعض دون أن نتذكر جروح قديمة وخيبات الأمل ونبدي ما كتمناه 

لكي نبوح به على الورق كلماتٍ خرساء عاجزة عن النطق نكتب حين تغلق أمام حشود المعاني التي بداخلنا كل طرق الحديث والتبادل لن يبقى سوى طريق الكتابة مباح لدينا ونحن من قضى عمره كله نشعر دائماً 

إن هذا المكان ليس لنا وعلينا الرحيل نكتب لأن الكتابة نفسٌ عميق و رئة ثالثة من خلالها تستيقض الروح من غيبوبتها 

وتعيد إليها الحروف شهيق الحياة وواقعها ولكن بدون صوت الأمر يشبه أبكمً حرقت النار كفه وكسرت روحه أراد الصراخ ولم يستطع تحول الصراخ الى ضجيج في عمقه نكتب لنعوض عن كل العيون التي بكت واخفت عبراتها كي لا يراها ويشفق عليها أحد نكتب نيابة عن كل القلوب التي انجرحت والأرواح التي كُسرت عاشت عزيزة النفس أبت

أن يجبرها ويساندها أحد وما أكثر الحالات التي نخافها من أنفسنا حين يكون ما نتوصل اليه هو ضحبج يخنقنا يكبلنا لا نبادر على أي ردَة فعل مقابل أفعالهم ونلتزم الصمت نكتب كصرخة من قاع بئر شقت حناجر الأرض الصامتة وأنطقت القلم وأجبرت الأوراق على السكوت وجرجرت اكباداً تفطرت من القهر ولوعت قلوب وأثملت أنامل وأبكت ويلات السكون و بأي كذبة سنخدع قلوبنا وبأي حيلة سنغشي على أعيننا لكي تهدء من روعها وتنام بإطمئنان نكتب 

حكاية خرساء عمياء صماء عن بوح مكتوم في قلب صخر لن يستجيب ولن ينبت عليه زهرة نكتب لتصل كلماتنا التي أمسكت 

مخانقنا وتجاهلت آلامنا وأحزاننا نكتب بقلم أعمى لا يكف عن البكاء على صفحات بكماء لا تجيد النطق لعل هناك آذانٌ صاغية تفهمنا ثمة إعتذار يقطن في أرواحنا المتعبة فقط لإنفسنا التي أعياها المسير خلف 

علاقاتٍ فاشلة نكتب وقلوبنا الخرساء داخلها فيض من البوح خلف لجام يلعثمها عن النطق نكتب بفيض قلم وروحٌ من ورق وكلماتٍ بألف معنى نكايةً بالصمت 

 لقد بلغنا عمراً من الإعتزال والإنطواء الى ان أصبحنا نخشى النهار ونخشى اللقاءات مبتعدين عن كل البشر نحن نكتب من الفراغ العاطفيّ وليس من فراغ الوقت

خالد سيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى