مقال

الدكروري يكتب عن حقيقة الشيء المطلقة

جريده الاضواء

الدكروري يكتب عن حقيقة الشيء المطلقة

بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن دأب اليهود هو تأجيج الفتن وسفك الدماء وإفساد الأفكار والأخلاق فهم يفسدون في الأرض، ويُتبّرون تتبيرا، كما ذكر الله عز وجل في سورة الإسراء ” ولما سقطت تفاحة واحدة عرفوا معنى الجاذبية، وسقطت آلاف الأرواح ولم يعرفوا معنى السلام أو الإنسانية، وإن الهوية هي حقيقة الشيء أو الشخص المطلقة، المشتملة على صفاته الجوهرية، والتي تميز عن غيره، وتسمى أيضا وحدة الذات، وقريب من هذا عرّف “المعجم الوسيط” الصادر عن مجمع اللغة العربية حيث عرّفها بأنها حقيقة الشيء أو الشخص التي تميزه عن غيره، والهوية الوطنية، ويقصد بها الخصائص والصفات التي تميز وطنا من الأوطان، وتضفي عليه طابعا أصيلا يتميز به عن غيره، وأما عن بطاقة الهوية وهي البطاقة الشخصية التي تعرّف عن كل شخص يعيش على أرض. 

وتحمل معلومات خاصة به كاسمه، وتاريخ ميلاده، وجنسيته، وعمله، وفي بعض البلاد ديانته، والهوية بمعناها الفلسفي هو الطابع الفريد أو البصمة الفريدة والحقيقة التي تجعل فردا من الأفراد مميزا عن غيره، وهي شعور الفرد بذاته، وإحساسه بفرديته وقدرته على المحافظة على قيمه ومبادئه وأخلاقياته وسلوكياته في المواقف المختلفة، وقد كثرت الدراسات التي تحاول الإجابة عن سؤال ما هي الهوية، ومحاولة تحديد المعالم الرئيسة التي تشكل هوية الإنسان، ومن آثار هذه الدراسات والأبحاث ظهور عدد من المفاهيم والمصطلحات منها أزمة الهوية وعلاقة الهوية بالصورة النمطية المأخوذة عن شعب من الشعوب، وسيفصّل في هذين المفهومين في الفقرتين الآتيتين، إضافة إلى مفهوم صراع الهويات الذي تحدّث عنه بشكل واسع. 

الكاتب أمين معلوف في كتابه الهويات القاتلة، ومن أبرز أفكار كتاب الهويات القاتلة مناقشته لأسئلة متعددة حول الهوية مثل ما هي الهوية؟ ومن هو الإنسان؟ وكيف يُعرّف بنفسه؟ وقد أشار إلى أن الإنسان يميل دائما إلى تقديم هويته المهددة أو التي يشعر بأنها في خطر، فلو سُئل إنسان في الوضع العادي عن نفسه، لقال إنه فلان من العائلة الفلانية، ويُعرّف بدينه ووطنه دون اهتمام بالترتيب، وأي هذه الهويات يكون أولا، أما لو سُئل مسلم في حوار يهاجم الإسلام والمسلمين عن هويته لأجاب أولا بأنه مسلم، ولهذا السبب ظهرت الحاجة إلى تقبل الآخر، واحترام هويته، والتعايش بسلام، ونحن نعلم جميعا ما وصلته اليابان من قوة تقنية وصناعية لا ينكرها منكر، ونتذكر جيدا أن اليابانيين حين ضربتهم أمريكا بالقنبلة النووية ودمرت ناجازاكي وهيروشيما. 

رأوا أن من أسباب ضعفهم عدم قدرتهم على مواجهة الأمريكان، وقلة المعلومات التقنية التي لديهم، فأرادوا تحقيق المناعة واستقطاب المعلومات التي يجهلونها فأرسلوا البعثات للتعلم في بلاد الغرب والنهل من علومهم الطبيعية، حتى يرجعوا إلى اليابان وينقلوا إلى أرضها تلك التجارب الغربية الطبيعية فتنهض دولتهم، وحين بعثت أول بعثة يابانية إلى دول الغرب رجعوا إلى بلادهم متحللين من مبادئهم، ذائبين في الشخصية الغربية، فما كان من اليابانيين إلا أن أحرقوهم جميعا على مرأى من الناس في طوكيو، ليروا عاقبة من تنكر لأمته وقيمه، ولم يرعى المسؤولية التي أنيطت به، وبعد ذلك أرسل اليابانيون بعثة أخرى، وأرسلوا معها مراقبا يراقبهم أولا فأول، من ناحية ثباتهم على عقيدتهم وخصوصياتهم البوذية، ومراقبة انهماكهم في استقطاب واجتذاب. 

المعلومات التي يجهلونها لينقلوها في واقع بلادهم، وتمضي الأيام وتكون اليابان من أكبر الدول التقنية في العالم أجمع، بل والمنافسة والمسابقة لأمريكا وأوروبا في كثير من التخصصات التقنية، أليس في هذا درس وعبرة بما يفعله الآخرون، من غير المسلمين في الحفاظ على هويتهم، ومع ذلك وصلوا ونجحوا، وذلك لمحافظتهم على الخصوصية والهوية الخاصة بهم، فأولى بنا وبالأمة المشهود لها بالخيرية والوسطية بأن يكون أبناؤها خير أناس يحافظون على هوية الأمة الإسلامية، ويرعون هويتهم حق رعايتها ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى