مقال

ولا تتبعوا خطوات الشيطان

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن ولا تتبعوا خطوات الشيطان
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأحد الموافق 24 مارس 2024

الحمد لله ثم الحمد لله، الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، الحمد لله الذي خلقنا وسوانا، وله الحمد على ما ربانا فيه على موائد البر والكرم، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على سيدنا محمد الذي أدبه وأحسن خلقه، وأثنى عليه سبحانه بقوله ” وإنك لعلي خلق عظيم ” وعلى آله وأصحابه ومن سار على دربه من الذي صلحت قلوبهم وأنفسهم، وحسنت أخلاقهم وكانوا من الفائزين بإحسانٍ إلى يوم الدين، وبعد إن الهدف الوحيد الذي يسعى إليه عدونا إبليس اللعين أن يجعلنا معه في نار الجحيم، وهذا هو الهدف الذي يريد الوصول إليه، وإنما يصل إليه من خلال خطوات يتدرج فيها ولذا قال ربنا وهو الصادق الحكيم جل وعلا في أربعة مواضع من القرآن الكريم كما جاء في سورة البقرة ” ولا تتبعوا خطوات الشيطان”

فلن يدعو الشيطان أحدا من المكلفين إلا إلى السوء، وإلى كل شر، وإلى كل بغي، وإلى كل ظلم، وكما جاء في موضع آخر قوله تعالي ” وأن تقولوا علي الله ما لا تعلمون” وهذا أعظم وأشد وأشنع من الأول، فيدخل فيه كل كافر وكل مبتدع، وكل فاسق وكل عاص لأن مَن حرّف بالقول أو الفعل، فقد افترى على الله جل وعلا لأن سبيل الله بيّنة واضحة، فيها الهدى والنور، والحق والخير والهدى، وما بضدها إنما فيه كل ضد ذلك، وإن اليقين شعبة عظيمة من شعب الإيمان، وصفة من صفات أهل التقوى والإحسان، فهو كالروح للجسد، وبه يتفاضل العارفون، وفيه يتنافس المتنافسون، وإليه شمر العاملون ، وبه حصول الإمامة في الدين، ومتى وصل اليقين إلى القلب، امتلأ نورا وإشراقا، وانتفى عنه كل ريب وشك وسخط وهم وغم.

فامتلأ محبة لله وخوفا منه، ورضي به وشكرا له وتوكلا عليه وإنابة إليه، ولهذا قال أبو بكر الوراق رحمه الله بأن اليقين ملاك القلب، وبه كمال الإيمان، وباليقين عُرف الله، وبالعقل عُقل عن الله، واليقين هو العلم التام الذي ليس فيه شك ، ومعنى اليقين هو سكون القلب عن العمل بما صدق به القلب وقال إبن القيم رحمه الله، لايتم صلاح العبد في الدارين إلا باليقين والعافية، ولأهمية اليقين فقد نبه الله عز وجل نبيه صلي الله عليه وسلم إلي عدم الركون إلي أهل الشك من الكفار والمنافقين، واليقين ذكر البعض أنه الإيمان كله قال بعض السلف، الصبر نصف الإيمان واليقين الإيمان كله، وقال بن القيم رحمه الله، اليقين من الإيمان بمنزلة الروح من الجسد، وعن الحسن أن أبا بكر الصديق رضى الله عنه خطب الناس فقال، قال رسول الله صلي الله عيه وسلم.

“يا أيها الناس أن الناس لم يعطوا في الدنيا خيرا من اليقين والمعافاة” واليقين ثلاث درجات الأولي علم اليقين وهو العلم الجازم المطابق للواقع والثانية عين اليقين وهو بأنك تشاهد الأمر، والثالث حق اليقين وهو المخالطة والملابسة، فأهل اليقين يعلمون أيمانا جازما لوجود الله عز وجل، والجنة والنار ويوم القيامة وإنهم سيحاسبون عن أعمالهم بعد الموت ويزيد هذا الإيمان إلي الدرجة التي بعدها إلي اليقين، ومن صفات أهل اليقين المتقين انهم يفكرون في ملكوت السموات والأرض وبما خلق الله عز وجل في هذا الكون ويرون عظمة الله في خلق السموات والأرض والجبال والبحار وغير ذلك فيزيد لدى المسلم اليقين بالله عز وجل وعظمة قدرته سبحانه وتعالي، وأهل اليقين يوقنون أن النفع والضر بيد الله تعالي.

ومن صفات أهل اليقين الكامل بأن الرزق ليس بيد أحد من البشر وأن هو بيد الله وحده لا شريك له فيقول تعالى “وفي السماء رزقكم وما توعدون فورب السماء والأرض أنه لحق مثل ما أنكم تنطقون” لذا تجدهم يتصدقون ولا يخشون الفقر، وقيل اليقين هو مشاهدة الغيوب بصفاء القلوب، وملاحظة الأسرار بمحافظة الأفكار، فاليقين هو أن يكون العبد مؤمنا بالله عن جزم وعن يقين ويؤمن بأن الله ربه المعبود بحق، وأنه لا يستحق العبادة سواه، وأنه خالق كل شيء وأنه الكامل، في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله، وأنه رب العالمين، وأنه الخلاق العليم، وأنه لا رب سواه ولا خالق غيره.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى