مقال

الدكروري يكتب عن اتقي الله أيها العاصي

جريده الاضواء

الدكروري يكتب عن اتقي الله أيها العاصي

بقلم / محمــــد الدكـــروري

ألا يتق الله من يرتشي وهو يسمع حديث النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ” لعن الله الراشي والمرتشى ” ألا يتقى الله بعض الباعة الذين يستغفلون الناس ويضحكون عليهم ويزينون لهم شراء أمور هم أنفسهم يعلمون أنها لا تنفع أو لا تساوى الثمن المطلوب، ألا يتقى الله من يزور الوثائق ويلعب بالعقار ويعطي الأرض الواحدة لشخصين أو أكثر، ألا يتقى الله بعض السماسرة والمقاولون الذين يتفقون مع أرباب العمل على اتفاقيات وعهود ثم لا يوفون بها أو يخالفونها، ألا يتق الله بعض المسئولين والتجار الذين يأكلون ملئ بطونهم وينامون ملئ جفونهم والآف الأسر بل ملايين البشر يكابدون الجوع والذل والمسكنة، ألا يتق الله بعض أصحاب المحلات الذين يبيعون أمورا منكرة لا يشك عاقل في تحريمها وإنكارها، ألم يؤمن هؤلاء جميعا بقول الله عز وجل “ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا” 

ألم يسمعوا حديث النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ” لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع” وذكر صلى الله عليه وسلم منها “وعن ماله من أين اكتسبه؟ وفيم أنفقه؟” ألم يسمعوا حديث النبي الكريم صلى الله عليه وسلم عند ما قال في الحديث الصحيح ” فاتقوا الله وأجملوا في الطلب، ولا يحملن أحدكم استبطاء الرزق أن يطلبه بمعصية الله، فإن الله لا يُنال ما عنده إلا بطاعته” ألم يسمعوا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم “لتؤدُن الحقوق إلى أهلها حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء” ألم يعلموا أن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبا، فاقنعوا بالحلال عن الحرام، وتوبوا إلى الله من المظالم والآثام، وأحسنوا كما أحسن الله إليكم، ويسروا على عباد الله إن يسر الله عليكم، واجعلوا أموالكم حجابا لكم من النار وأتقوا النار ولو بشق تمرة. 

فيقول الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه” إن الدنيا حلالها حساب وحرامها عذاب، وشبهتها عتاب” ونعيش مع حديث من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو حديث رواه البخارى عن النعمان بن بشير رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” الحلال بين والحرام بين، وبينهما أمور مشبهات، فمن اتقي الشبهات فقد استبرا لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات كراع يرعي حول الحمي يوشك أن يرتع فيه، ألا وإن لكل ملك حمى ألا وإن حمى الله محارمه ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب” وهذا الحديث يبين فيه النبي صلى الله عليه وسلم قضية من القضايا التي تهمنا جميعا خاصة في زماننا هذا الذي اختلطت فيه الأمور وصار هنالك فوضى في التوجيه والكلام والفتاوى، وبلابل في كل شيء. 

حتى إن الإنسان يشعر بأنه لا شيء قابل للتصديق، ولا شيء قابل للتكذيب، وصار الدين عرضة لكل من أراد أن يتكلم بعلم أو بغير علم، وأحيانا ترى الدين متهما مضطرا أن يجد من يدافع عنه، وهذا من الأمور العجيبة، وإن الحلال والحرام قضية تحتاج منا إلي وضع بعض القواعد أو وضع النقاط فوق الحروف، أيضا قضية الشبهات وما يدخلها من فتنة الشبهات ومسائل جديدة جدت علينا، فإن الله عز وجل هو الذى يحل ويحرم، فمن الذى يحل ومن الذى يحرم ، فنحن كلنا عبيد لله عز وجل، فالذى يحل ويحرم لنا هو الله سبحانه وتعالي، والله عز وجل حينما أحل وحرم، ما حرم ليضيق علينا، إنما حرم لأنه يريد بنا الخير، فيقول سبحانه وتعالى فى سورة النساء” والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفا”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى