استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان
خاطرة بقلم/هند السيد شحاتة
هناك الكثيرين من الناس قد لا يحبون الخير لبعضهم بل ينتابهم شعور بالكرة والحقد علي الرغم من إيماننا الواضح بأن كل انسان قد كتب له رزقه وعمله وعمره وسعيد أو شقي فهي أقدار كتبها الله علي خلقه قبل نشأتهم ولكنه الشيطان يوسوس لضعيفي الايمان ذلك في النفوس وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم استعينوا علي قضاء حوائجكم بالكتمان
فمعظم الناس يعتقدون بأن الهدف من هذه التوصية بأن نتجنب الحسد و العين و لكني أرى عمقاً ابعد من ذلك بكثير
فحين لايعلم أحدا شيئا عن أفكارك وخططك فإن طاقاتك وإستعانتك بالله وحسن التوكل علي عليه تكون مسيره لصالحك
أما حينما يشيع الخبر ويعلمه العديد من الناس فيصبح الموضوع اكثر تعقيدا وتشابكا
فكل إنسان أيا كان عندما يصبح عالما بمساعيك فتتولد لديه مشاعر خاصة تجاهك فمنهم من يعتقد بعدم قدرتك علي تحقيقها وتتولد لديه مشاعر الشك
ومنهم من يعتقد بأنك لا تستحق النجاح لمشاعر بغيضه راودته بنفسه ومنهم من يعتقد بأنك قد تستحق ولكنه يكره الخير لك فتتولد لديه مشاعر الحسد والحقد وأمنيات بالفشل في تحقيق ماتصبوا اليه
فلذلك استعينوا بالكتمان كي لا تصابوا بخيبات الأمل علناً فهي أكثر ايلاماً
استعينوا بالكتمان لان الكلام عن احلامكم و مشاريعكم سهل و يجعلكم تتوقعون من انفسكم الكثير الكثير و عندما تحققون القليل تشعرون بالفشل لان سقف التوقعات الذي اعلنتم عنه بات عالياً جداً
استعينوا بالكتمان لان الاحلام ايضاً تتعرض للسرقة إما من بائس يضع العصى في العجلات او من فارغ يقتات على تنفيذ مشاريع الغير
استعينوا بالكتمان لان الطاقات تهدر في القول بدلاً من الفعل
استعينوا بالكتمان لأن فرحة الوصول وحدكم و بجهدكم لا تقدر بثمن
