مقال

الدكروري يكتب عن عليكم بالأحكام الشرعية

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن عليكم بالأحكام الشرعية

بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن الله عز وجل فرض علي عبادة المسلمين المؤمنين الموحدين بالله، فريضة الزكاة، وأمرهم سبحانه وتعالي بإخراج الزكاة، فاحرص على تعلم أحكام الزكاة في المال الذي في يدك، فمن كان صاحب نقود وأوراق نقدية فليتعلم من أحكامها ما يستطيع به أن يخرج زكاة النقدين، والأوراق النقدية، ومن كان صاحب ذهب أو فضة، ومن كان صاحب إبل أو غنم أو ماشية، ومن كان صاحب زرع، ومن كان صاحب تجارات، يحتاج إلى أن يتعلم من أحكام الشريعة ما يقيم به عبادة الله عز وجل، يتعلم ذلك بطلبه من الكتاب والسنة بنفسه إن استطاع، فإن لم يستطع فإن الله تعالى يقول” فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون” وكذا الصوم تعلم من أحكامه ما تحقق به الصيام الذي يمنعك عن الزور في القول والعمل، فقال صلى الله عليه وسلم. 

” من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه” كذلك إذا قصدت بيت الله حجّا أو عمرة فتعلم من أحكام الحج والعمرة ما يحقق قوله صلى الله عليه وسلم “خذوا عني مناسككم ، لعلّي لا أراكم بعد عامي هذا” فعلمنا وحرص على بيان الأمر على وجه كامل، فلنأخذ من هديه فلنا من السعادة، لنا من النجاة، لنا من الفوز بقدر موافقة طريقه، وسلوك سبيله، وعليكم بصدق المعاملة مع الله عز وجل، واعتقاد أن كل العمل إنما هو سبب، والتوفيق بيد الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “واعلموا أنه لن يدخل أحد منكم الجنة بعمله، قالوا ولا أنت يا رسول الله؟ قال “ولا أنا إلا أن يتغمدنى الله برحمة منة وفضل” وهذه ليس دعوة للكسل، ولا دعوة لترك العمل، إنما هو بيان أن هذه الأعمال أسباب موجبة لكنها لا تستقل بنيل الفوز وحصول المقصود. 

إن لم يوافقها منّ الله بقبولها، ورحمة الله بالإثابة عليها، فكن متعلقا بالله، وإياك أن تعجب بعملك، فمهما كان عملك متقنا فحق الله أعظم، والذي له أكبر، وعملك مهما كان لا يوفي جزءا من إنعام الله عليك، فلو كنت لله ساجدا منذ أن خرجت من رحم أمك إلى أن يؤويك لحدك فإنك لن تفي الله في نعمة من نعمه، فاشكر الله واعلم أن الفضل منه، يسلك بك سبيل الرشد، يعينك على الهداية، ييسر لك الطاعة، ثم بعد ذلك يمنّ عليك بقبولها، والإثابة عليها، ذاك كله فضله وإحسانه، فلتكن مُقِرًّا بفضله وإحسانه، وإياك أن تعجب بعملك، فليس شيئا منك إنما هو فضل الله، وأنت من توفيق الله لك قمت بما قمت به من الأعمال، فيا أيها الناس اتقوا الله تعالى، وتعلموا أحكام صلاتكم، حتى تؤدوها على الوجه المشروع، وتجنبوا المُبتدع فيها والممنوع، لتكون صحيحة مقبولة. 

فالصلاة عبادة عظيمة تشتمل على أقوال وأفعال، تتكون منها صفتها الكاملة، وهذه الأفعال والأقوال تنقسم إلى ثلاثة أقسام أركان وواجبات وسُنن، فالأركان، إذا ترك المُصلى منها شيئا سهوا أو عمدا، بَطلت الصلاة بتركه، والواجبات، إذا ترك منها شيئا عمدا بطلت الصلاة بتركه، وإن تركه سهوا لم تبطل الصلاة، ويجبرُه بسجود السهو، والسنن، لا تبطل الصلاة بتركها عمدا ولا سهوا، لكنها تنقص هيئتها الكاملة، والنبي صلى الله عليه وسلم، صلى صلاة كاملة بجميع أركانها وواجباتها وسننها، وقال “صلوا كما رأيتموني أصلى” وروى لنا أصحابه الذين صلوا خلفه صفة صلاته في الأحاديث الواردة عنهم، حتى كأننا نشاهدها فرضي الله عنهم وجزاهم عن الإسلام والمسلمين خيرا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى