مقال

من ” الفروق في اللغة ” لأبي هلال العسكري

جريدة الاضواء

من ” الفروق في اللغة ” لأبي هلال العسكري

بقلم حسين عبد اللطيف 

في ” الشكر و الحمد “

الفرق بين الشكر و الحمد أن الشكر هو الاعتراف بالنعمة على جهة التعظيم للمنعم، و الحمد الذكر بالجميل على جهة التعظيم المذكور به أيضا و يصح على النعمة و غير النعمة، و الشكر لا يصح إلا على النعمة و يجوز أن يحمد الإنسان نفسه في أمور جميلة يأتيها و لا يجوز أن يشكرها، لأن الشكر يجري مجرى قضاء الدين و لا يجوز أن يكون للإنسان على نفسه دين فالاعتماد في الشكر على ما توجبه النعمة و في الحمد على ما توجبه الحكمة. و نقيض الحمد الذم إلا على إساءة و يقال الحمد لله على الاطلاق لأن كل إحسان فهو منه.

و الشاكر هو الذاكر بحق المنعم بالنعمة على جهة التعظيم و يجوز في صفة الله شاكر مجازا و المراد أنه سبحانه و تعالى يجازي على الطاعة جزاء الشاكرين على النعمة ذلك قوله سبحانه و تعالى:” من ذا الذي يفرض الله قرضا حسنا ” و هذا تلطف الاستدعاء إلي النفقة في وجوه البر و المراد أن ذلك بمنزلة إيجاب الحق.

و الشكر هو إظهار حق النعمة لقضاء حق المنعم كما أن الكفر بالنعمة تغطية للنعمة لابطال حق المنعم فإن قيل انت تقول الحمد لله شكرا، فتجعل الشكر مصدرا للحمد، فلولا اجتماعهما في المعنى لم يجتمعان في اللفظ. فالحمد لله شكرا ابلغ من قولك الحمد لله حمدا لأن ذلك للتوكيد و الاول لزيادة المعنى.

اللهم لك الحمد و لك الشكر حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ملأ السموات و ملأ الأرض و ما بينهما كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى