مقال

حقوق الإنسان… ولكن لأي إنسان ؟

جريدة الاضواء

حقوق الإنسان… ولكن لأي إنسان ؟

خالد السلامي

 في العاشر من شهر كانون الاول تحل على العالم الذكرى الرابعة والسبعين لإعلان حقوق الإنسان العالمي الذي صدر في ١٠/١٢/١٩٤٨متضمنا حولي ثلاثين بندا كلها تؤكد الحرص على قيمة الإنسان وتوفير حياة كريمة تتوفر فيها كل متطلبات العيش بكرامة .

 ولو حاولنا القراءة الواقعية لتطبيق بنود هذا الإعلان على مدى اكثر من سبعة عقود من عمره سنجد انه صُمم خصيصا لقسم من الناس دون غيرهم فحرص اصحابه على تطبيقه بحذافيره على هذا القسم بينما لم يشمل بكرمه القسم الاكبر من بني البشر فيما يسمونهم بالعالم الثالث فنجد الإنسان في غرب الكرة الأرضية يتمتع بكل حقوقه التي شرعها ذلك الإعلان من الحرية الى الكرامة الى الوطن الأمن والحرية في الترشيح والانتخاب واختيار الحاكم بحرية مطلقة مع توفير كل أنواع الخدمات التي تُؤَمِّن له كل متطلبات الحياة بكرامة وعزة نفس ولو تَعَّرَض احدهم الى اي ضرر معنويا كان ام ماديا نرى كل الجهات الرسمية والشعبية تتسابق لنجدته واذا كان الضرر من جهة خارجية فتلك طامة كبرى وسيكون المتسبب ارهابيا معاديا للسامية وسيادة الشعوب والاعتداء على حرية الإنسان وكرامته.

اما فيما يتعلق بالإنسان الذي يقطن في القسم الشرقي من الأرض وعلى الأخص في العالم العربي والإسلامي فهو غير مشمول بكل بنود ذلك الإعلان العنصري فالإنسان هنا لا يحق له ان يستقر في وطن وليس له حق التمتع او المطالبة بأبسط الخدمات كما لا يجوز له اختيار من يحكمه حيث عليه أن ينتخب وعليهم اختيار وتنصيب من يرونه يخدم مصالحهم فمن أصدر إعلان حقوق الإنسان حَوَّل الأوطان العربية والاسلامية الى خيم يتحسر سكانها على لقمة خبز وعلى نسمة هواء في الصيف وقطرة نفط تدفيء خيمته وعائلته هذا عدا حرمان اولاده من التعليم والتأمين الصحي بل وحتى من الحمامات والمرافق الصحية الاخرى ولا حتى حرية زواج ابناءه بسبب عدم صلاحية الخيمة لبناء اسرة جديدة عدا عدم توفر الامكانية المادية لذلك ثم يأتون ليمنون عليه بفتات الذل رغم امتلاكه من الخير ما يكفي العالم كله .

واما من حالفه الحظ واستطاع البقاء في منزله فهو يحلم بشارع معبد نظيف يحميه من اوحال الشتاء واتربة وغبار الصيف ومجاري لتصريف مياه منزله والامطار التي صار يخشى هطولها بينما كل البشرية تفرح بسقوط الأمطار عليها

إذاً الا يدل ذلك أن هذا الإعلان صُمم خصيصا لإنسانهم ولا يعتبرون غيره إنسانا انما هو مخلوق همجي يجب ان لا يعيش؟ فإلى متى نبقى أضحوكة لمن يتحكم بالعالم ونصدق بهم وبنواياهم الظاهرة والتي هي عكس نواياهم الخفية تماما ؟ أما آن الأوان أن نصنع لأنفسنا إعلاناً يحفظ كرامتنا واستقلالنا وسيادة اوطاننا فوالله ماحن اجنبي على عربي مطلقا انما هم جميعا يتربصون بنا لإذلالنا ومن ثم القضاء علينا واقتسام أرضنا وخيراتنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى