مقال

الدكروري يكتب عن أحوال العالم

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن أحوال العالم

بقلم / محمـــد الدكـــروري

سبحان الذي يغير ولا يتغير، وسبحان من بيده قلوب العباد يقلبها كيف يشاء، فإن أحوال العالم تتغير يوما بعد يوم، وشهرا بعد شهر، وسنة بعد سنة، وعقدا بعد عقد، وقرنا بعد قرن من الزمان، والله سبحانه وتعالى بحكمته عز وجل وعلمه، وقدرته وإرادته هو الذي يغير هذه الأمور فهو سبحانه وتعالى القائل في سورة آل عمران ” وتلك الأيام نداولها بين الناس” ونزلت هذه الآية في معركة أحد، كان المسلمون قد انتصروا قبلها في غزوة بدر انتصارا مبينا فرقانا بين الحق والباطل، وبعد ذلك في معركة أحد انهزم المسلمون، وقتل منهم سبعون من خيارهم، وحصلت هزيمة عظيمة، وشجّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزلت منه الدماء، ودفع المسلمون ثمن الهزيمة باهظا من الأرواح والمعنويات التي فقدوها في تلك الغزوة. 

وأطلع النفاق رأسه، واشتد النفاق بعد معركة أحد بالذات ما لم يشتد قبل ذلك، ومن هم أولئك المسلمون؟ إنهم الصفوة المختارة التي قادها أعظم نبي ظهر في البشرية على الإطلاق، وهو رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم والسبب طبعا كان هو كما قال الله عز وجل في سورة آل عمران ” حتي إذا فشلتم وتنازغتم في الأمر وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة” فالفشل والتنازع، والمعصية وحب الدنيا، أربعة أسباب رئيسية ذكرتها الآية، أسباب لهزيمة المسلمين في معركة أحد، وقبل فترة كانوا منتصرين وبعد فترة أصبحوا منهزمين، وبعدها انتصروا في الأحزاب، وبعدها جاءت حنين، فانهزموا في البداية، وانتصروا بعدها، ثم توالت انتصارات المسلمين تفتح بلاد العالم شرقا وغربا. 

ويقول تعالي “ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين” ويقول أحد الصالحين لبنيه يا بني إذا ذكر الصالحون نزلت الرحمة فقال يا أبي فكيف إذا ذكر الله قال يا بني إذا ذكر الله نزلت الطمأنينة ألم تسمع الى قوله تعالي “الذين ءامنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله إلا بذكر الله تطمئن القلوب” ولنعلم أن الإيمان بالله هو حياتنا وعزتنا وفخرنا وشرفنا وأعظم حضارة عرفها الناس هي حضارة الإيمان، فإن الإيمان هو الكلمة الطيبة وقد ضرب الله هذه الكلمة الطيبة وهي لا إله إلا الله فقال تعالي ” ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء” فإذا رسخت لا إله إلا الله في القلب آتت أكلها من الطاعات، والعبادات والأخلاق والقيم وإذا تمكن الإيمان في أي مجتمع حوله إلى مجتمع مؤمن متراحم. 

ولهذا أعلن النبي صلي الله عليه وسلم في العالمين لا إله إلا الله وقال “يا أيها الناس قولوا لا إله إلا الله” وثبت عليها صلي الله عليه وسلم وثبت عليها ودعا لها وناصر من أجلها وضحى، وهي الكلمة الفاصلة بين أولياء الله وأولياء الشيطان ومن أجلها مد الصراط وقام سوق الجنة وسوق النار ومن أجلها سلت السيوف في سبيل الله ومن أجلها قامت حياض المنايا وخطفت الأرواح وبان الحق من الباطل، وإن الأيام تدور سراعا والوقت يمضي بسرعة خيالية لا مثيل لها وكل ذلك إنما هو محسوب علينا ويمضي من أعمارنا وينقضي من آجالنا فماذا أعددنا للنهاية؟ وماذا عملنا ليوم القيامة وبأي عمل سيختم لنا به فتكون خاتمتنا حسنة أو سيئة؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى