مقال

الدكروري يكتب عن لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر

بقلم / محمـــد الدكـــروري

لقد أنزل الله عز وجل علي نبية المصطفي الرسالة المحمدية الإسلامية السمحه وأخبرة بتبليغ الرساله وتذكير العباد، فمن شاء منهم فليؤمن ومن شاء فليكفر، واعلم يا مسلم أنه لا وقوف في الطريق البتة، لكن هل تتقدم أم تتأخر، فقال تعالى فى سورة المدثر” لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر” وإذا ضل سعي أكثر العالمين فقال تعالى ” وإن تطع أكثر من فى الأرض يضلوك عن سبيل الله” فعلى عباد الرحمن أن يضبطوا مسيرهم، وأن يحددوا أهدافا عالية لمسعاهم، وأن يحرصوا على رضا ربهم جل جلاله، وأعظم سبب لرضوان الله عز وجل هو التمسك بدين الإسلام، والاستسلام لله بالتوحيد، والانقياد له بالطاعة، والبراءة من الشرك وأهله، ومن أسباب رضا الله هو العمل الصالح والعمل الصالح يتمناه المحتضر في سياقة الموت.

 

ويتمناه أهل النار حين يلقون فيها ويصب من فوق رؤوسهم الحميم، والعمل الصالح الذي يرضاه الله عز وجل هو كل عمل مشروع جاء به النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وأمر به، فقال عليه الصلاة والسلام “من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد” فلا بد أن يكون هذا العمل عليه أمر النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ليكون صالحا، وإن أولى الأعمال الصالحة أن تحرص على ما افترضه الله عليك قولا وفعلا واعتقادا كالشهادتين، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة والصوم والحج والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والإحسان إلى الوالدين وإلى الأرحام، والصدق وحفظ الأمانة والعدل والتوكل والتقوى، والتعاون على البر والتقوى، وغير ذلك من صالح الأعمال، وكان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم.

 

إذا ركب مسافرا أن يقول “اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والقوى ومن العمل ما ترضى” والذي يوفق للعمل الصالح المرضي يوفق للقبول ويوفق للعافية في الدنيا والآخرة، ومن أسباب رضا الله خشيته سبحانه، وخاصة في الغيب، ومن علامة الإيمان هو الخوف من الله والخشية عند ذكر الله عز وجل وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “من خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزل، ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة” رواه الترمذى، والذين ينتفعون بالذكر والتذكير هم الذين يخشون ربهم سبحانه وتعالى، وإنه لعجيب حالنا فإذا كان الصم الجبال وصلابة الحجارة تتصدع وتهبط من خشية الله، فما بالنا نحن الضعفاء لا نخشى الله، ومن الأسباب التي ترضي الله عنك الاتباع الحسن،فقال النبي صلى الله عليه وسلم.

 

“عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور” ومن أسباب رضا الله تعالى قول الخير، فقال النبي صلى الله عليه وسلم “إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالا يرفعه الله بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي بها في جهنم” وهذا الجزاء لمن تكلم بكلام لا يلقي له بالا، فما ظنكم لو كان بحسن نية أو كان بسوء نية قد ألقى له بالا؟ لا شك أن الجزاء سيكون أعظم وأكثر، ومن أسباب رضا الله تعالى شكره سبحانه، وفي حديث الثلاثة من بني إسرائيل الأبرص والأقرع والأعمى قال في آخر الحديث للأعمى الشاكر “قد كنت أعمى فرد الله عليّ بصري وفقيرا فأغناني، فخذ ما شئت ودع ما شئت، فوالله لا أجهدك اليوم بشيء أخذته لله، فقال أمسك مالك فإنما ابتليتم فقد رضي الله عنك وسخط على صاحبيك”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى