مقال

الدكروري يكتب عن الرسول في السموات العلا

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الرسول في السموات العلا

بقلم / محمـــد الدكـــروري

لقد صعد أمين الوحي جبريل عليه السلام بالنبي المصطفي صلي الله عليه وسلم في رحلة الإسراء والمعراج الى السماء الرابعة فاستفتح, ففتح له ولقي تحية وترحيبا كعادته فاذا هو برجل عليه علامات الوقار والجلال, ورفعة الشأن فقال عليه السلام” من هذا يا جبريل؟” فقال جبريل عليه السلام هذا نبي الله ادريس عليه السلام رفعه الله عز وجل مكانا عليّا فلما رآه ادريس عليه السلام قال مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح, فردّ النبي صلى الله عليه وسلم عليه التحية، ثم صعد النبي صلى الله عليه وسلم الى السماء الخامسة فاستفتح ففتح له, ولقي من التحية ما اعتاد عليه في السموات السابقة, فدخل النبي صلى الله عليه وسلم فاذا هو برجل جالس وحوله قوم يقص عليهم من أمر الله ما شاء الله، فقال صلى الله عليه وسلم “من هذا يا جبريل؟”

 

فقال جبريل عليه السلام هذا المحبب الى قومه هارون بن عمران, وهؤلاء بنو اسرائيل, فلما رأى هارون النبي محمد صلى الله عليه وسلم قال مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح, فحيّاه الرسول صلى الله عليه وسلم، ثم صعد به جبريل الى السماء السادسة فاستفتح, ففتحت السماء له, ورحّب به عليه السلام ولما دخل صلى الله عليه وسلم فاذا برجل جالس فمر به فبكى الرجل, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا جبريل من هذا؟” فقال جبريل عليه السلام هذا نبي الله موسى ابن عمران، فقال صلى الله عليه وسلم فماله يبكي؟” فقال جبريل عليه السلام انه يقول تزعم بنو اسرائيل أني أكرم بني آدم على الله عز وجل, وهذا رجل من بني آدم قد فاقني في رتبته, فلو أنه بنفسه لما اهتممت, ولكنه مع كل نبي أمته.

 

ثم صعد به جبريل عليه السلام الى السماء السابعة فاستفتح ففتحت له، ودخل صلى الله عليه وسلم فاذا به يرى البيت المعمور, وهو بيت في السماء السابعة وهو فوق الكعبة الشريفة مباشرة ولكنه في السماء السابعة، ويدخله كل يوم للصلاة فيه سبعون ألف ملك لا يعودون اليه الى يوم القيامة, ورأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلا أحسن ما يكون الرجال قد أسند ظهره الى البيت المعمور فقال صلى الله عليه وسلم من هذا الرجل يا جبريل؟” فقال جبريل عليه السلام هذا أبوك الخليل ابراهيم عليه السلام, خليل الرحمن، فسلم رسول الله صلى الله عليه وسلم فردّ عليه نبي الله الخليل ابراهيم عليه السلام، ورأى الرسول صلى الله عليه وسلم حول ابراهيم الخليل قوما جلوسا بيض الوجوه أمثال القراطيس، وقوما في ألوانهم شيء.

 

فدخلوا نهرا اغتسلوا فيه, فخرجوا وقد خلص من ألوانهم شيء, ثم دخلوا نهرا آخر, فاغتسلوا فيه فخرجوا وقد خلصت ألوانهم, فصارت مثل ألوان أصحابهم, فجاؤؤا فجلسوا الى أصحابهم، فقال صلى الله عليه وسلم ” يا جبريل من هؤلاء البيض الوجوه ومن هؤلاء الذين في ألوانهم شيء وما هذه الأنهار التي دخلوا فيها فجاؤوا وقد صفت ألوانهم؟” فقال جبريل عليه السلام أما هؤلاء البيض الوجوه فقوم لم يلبسوا ايمانهم بظلم, أي أنهم أخلصوا دينهم لله عز وجل فليس في قلوبهم شيء من شك أو ميل الى الاثم والبغي, فكان ايمانهم نقيا صافيا، وأما هؤلاء الذين في ألوانهم شيء فقوم خلطوا عملا صالحا, وآخر سيئا, قتابوا فتاب الله عليهم، وأما الأنهار فهي نهر الرحمة, ونهر النعمة, والثالث شراب طهور.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى