مقال

ولكن أين هي الدولة ؟

جريدة الاضواء

ولكن أين هي الدولة ؟
كتب / يوسف المقوسي

يضرب الإرهاب الدول العربية بأنظمتها التي لم تعترف يوماً بحقوق شعوبها فيها، والتي حكمت بالعسكر والأجهزة الأمنية، مستدعياً التدخل الأجنبي، وموفراً لها الذريعة بعجزها عن حماية من حكمتهم طويلاً من خارج إرادتهم وبذريعة تأمين البلاد في وجه العدو الإسرائيلي ودول الدعم الخارجي له بالقيادة الأميركية.

مع ذلك تستمر الطبقة السياسية في فلسطين في عبثها بالدولة ومؤسساتها المدنية وتسيء إلى كرامة الشعب ووحدته وانضباطه، عن طريق اللعب بكرامة قياداته في بورصة المزايدات والمناقصات التنظيمية

ولعل بين ما يطمئن هذه الطبقة السياسية افتراضها أن «الشعب» مجموعة من الأحزاب والمنظمات التي يسهل تحريض بعضها ضد البعض الآخر، وأن ما يفرق بينها أكثر مما يجمع، بحسب منطق النظام الحزبي الذي وزع المغانم والمناصب على قاعدة هندسية ملغمة بحيث إنك إذا بدّلت في المواقع والحصص كنت كمن يشعل الفتنة ويتسبب في تدمير الدولة ..

ولكن أين هي الدولة؟! وماذا أبقت منها هذه الطبقة السياسية، آكلة الدولة، مدمرة وحدة الشعب ومؤسسات الحكم، بتثبيت قواعد اللعبة التنظيمية وإدامتها، بحيث تصبح المطالبة بالإصلاح، أو حتى رفض التسليم بالعيش فوق أكوام الزبالة، مدخلاً إلى الفتنة بما يبرر القمع بذريعة حماية الوحدة الوطنية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى