مقال

الدكروري يكتب عن إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم

بقلم / محمـــد الدكـــروري

تخبرنا بعض الآيات القرآنية الواردة، أن نبي الله هود عليه السلام بذل أقصى جهده، في تذكير قومه بنعم الله عليهم، وتحذيره إياهم من كفرانها، وختم إرشاده لهم بأن بين لهم أنه حريص على مصلحتهم، وأنه يخشى عليهم إذا لم يستجيبوا لدعوته أن ينزل بهم عذاب عظيم، فقال الله تعالى فى سورة الشعراء” أمدكم بأنعام وبنين، وجنات وعيون، إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم” وغير أن هذا التذكير لم يزيد قومه إلا إصرارا في غيهم، وعنادا في ضلالهم، حيث أجابوه بقولهم كما جاء فى سورة الأحقاف” قالوا أجئتنا لتأفكنا عن آلهتنا فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين” وكان موقفهم من دعوته موقف المتكبر والمتجبر والمستعلي، حيث خاطبوه بقولهم كما جاء فى سورة الأعراف “إنا لنراك في ضلال مبين”

 

وقالوا له أخرى كما جاء فى سورة هود “إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء” ولما لم يفلح هود في ثني قومه عما هم فيه من الضلال والغي، واجههم بالعاقبة التي سيؤول إليها أمرهم، فقال لهم فيما حكاه القرآن عنه كما جاء فى سورة الأعراف “قد وقع عليكم من ربكم رجس وغضب” وقد أخبر القرآن الكريم عن العذاب الذي حلّ بقوم نبى الله هود عليه السلام بعبارات متنوعة ومعبرة، ونجى الله نبى الله هود عليه السلام والذين آمنوا معه، فقال تعالى فى سورة الأعراف ” فأنجيناه والذين معه برحمة منا وقطعنا دابر الذين كذبوا بآياتنا وما كانوا مؤمنين” وقال تعالى فى سورة هود “وأتبعوا في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة ألا إن عادا كفروا ربهم ألا بعدا لعاد قوم هود”، وقال عز وجل فى سورة الشعراء.

 

” فأخذهم عذاب يوم الظلة إنه كان عذاب يوم عظيم” وقال تعالى فى سورة فصلت ” فأرسلنا عليهم ريحا صرصرا في أيام نحسات لنذيقهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة أخزى وهم لا ينصرون” وقال تعالى فى سورة الأحقاف ” فلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب أليم، تدمر كل شيء بأمر ربها فأصبحوا لا يرى إلا مساكنهم” وقال تعالى فى سورة الذاريات ” وفي عاد إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم” وقال تعالى فى سورة الحاقة ” وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية” وقال تعالى فى سورة الفجر “فصب عليهم ربك سوط عذاب” وكان قوم عاد يعيشون عيشة رخاء في مكان بالجزيرة العربية يسمى الأحقاف.

 

وتقع تحديدا بين دولتي اليمن وعمان، والأحقاف هي جمع حقف، والحقف هو ما استطال من المرتفعات الرملية واعوجّ شكله ويكاد أن يكون جبلا، أما مساكنهم فكانت خياما كبيرة لها أعمدة شديدة الضخامة والارتفاع، وكان قوم عاد أعظم أهل زمانهم، في قوة الأجسام، والطول والشدة، وكانوا عمالقة وأقوياء، فكانوا يتفاخرون بقوتهم، فلم يكن في زمانهم أحد في قوتهم، ورغم ضخامة أجسامهم، كانت لهم عقول مظلمة، كانوا يعبدون الأصنام، ويدافعون عنها، ويحاربون من أجلها، وقد أنعم الله عليهم بآلاء ونعم كثيرة لاتعد ولا تحصى، منها نعمة الأرض التي يعيشون عليها، فقد كانت أراضيهم تنبت لهم المحاصيل الوفيرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى