مقال

الدكروري يكتب عن قضية الحلال والحرام

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن قضية الحلال والحرام

بقلم / محمــــد الدكـــروري

 

إن ديننا الإسلامي هو دين عظيم مفعم بالخير والحرص على تحقيق مصالح البلاد والعباد، كما يحرص على عمارة الكون والحياة، فهو دين بناء لا هدم، وتعمير لا تخريب، دين يوازن بين المصالح العامة والخاصة، ويعلي دائما من شأن المصلحة العامة ويعظم من شأن ما هو عام النفع، ولا شك أن المال عصب الحياة، وقوامها، وقد حث الشرع الحنيف على استثمار المال وتنميته لتحقيق تقدم الأوطان ورقيها، من خلال الاكتفاء الذاتي والاستقلال الاقتصادي، وتحقيق التنمية المستدامة والمتأمل في سيرة نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم يجد أنه عندما قدم المدينة المنورة أنشأ سوق المناخة، ليكون سوقًا جديدا قائما على مبادئ الصدق، والأمانة والسماحة بيعا وشراء.

 

ومجالا حيويا لتسويق ما ينتجه أهل المدينة مما كان له أثر عظيم في استقرار المدينة المنورة اقتصاديا، وتقدمها حضاريا، وإن الحلال والحرام قضية تحتاج منا إلي وضع بعض القواعد أو وضع النقاط فوق الحروف، أيضا قضية الشبهات وما يدخلها من فتنة الشبهات ومسائل جديدة جدت علينا، فإن الله عز وجل هو الذى يحل ويحرم، فمن الذى يحل ومن الذى يحرم، فنحن كلنا عبيد لله عز وجل، فالذى يحل ويحرم لنا هو الله سبحانه وتعالي، والله عز وجل حينما أحل وحرم، ما حرم ليضيق علينا، إنما حرم لأنه يريد بنا الخير، فيقول سبحانه وتعالى فى سورة النساء” والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفا”

 

فإن الكثير ينظر إلي مسألة الحلال والحرام علي أن الالتزام بها تضييق للحياة، وأن فيها قيود علي حرية الإنسان لكن حينما تنظر إلي المسألة بواقعية لعلمت أن من يقول هذا الكلام ويسير علي نفس المسار هو عبد لهواه فهو عبد ما يشتهي لا عبد لله عز وجل، والعبد الذى يشتهى ما يوافق هواه وشهواته هذا لا شك أنه يضل، كما قال الله تعالى فى سورة الجاثية ” أفرأيت من أتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون” وإن النفس البشرية بطبيعتها تكره التكليف، وتتطلع إلي الممنوع ، وتظن أنها فاهمة لكل شيء وهي جاهلة، فالله سبحانه وتعالي شرع ما شرع من الحلال والحرام، أوالفرائض والواجبات.

 

إنما شرعها لأنه يريد الخير بنا، فقال تعالي في نهاية آيات الصيام كما فى سورة البقرة ” يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر” وقال تعالى في شأن الأضحية كما فى سورة الحج ” لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم كذلك سخرها لكم لتكبروا الله على ما هداكم وبشر المحسنين” فإن الله سبحانه وتعالى لا يأكل ولا يشرب فلا يناله من الذبيحة التي أنعم علينا بها ورزقنا بها، وسخرها لنا لن ينال الله منها لحم ولا دم، إنما نحن كلفنا من الله عز وجل، بذبيحتها، نأكلها ونطعم غيرنا منها شكرا لله تعالي، فقال تعالى فى سورة الحج ” لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم كذلك سخرها لكم لتكبروا الله على ما هداكم وبشر المحسنين”

 

وكذلك فإن هنالك أمور قد يكتشف الانسان الحكمة منها، وهناك أمور لا يستطيع أن يكتشف الحكمة لا لانعدامها بل لخفائها أو لجهله بها، ويعني أن الحكمه موجودة، وإن فرائض الله كلها لها حكمة، وأقدار الله لها حكمة، فما أمر الله تعالى بشئ عبثا وما قدر الله عز وجل شيئا عبثا ولا شرع الله سبحانه شيئا عبثا، فمن يفهم أن الحلال والحرام لتضييق حريته أو مسألة فيها تضييق لطيبات الحياة هو واهم، لأنه يري أن اتباع هذه الأمور هو قطع لشهواته هو يري أنه تضييق علي هواه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى