مقال

الدكروري يكتب عن الروحانيون وعلاقتهم بالجن

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الروحانيون وعلاقتهم بالجن

بقلم / محمـــد الدكـــروري

من الناس من يقول أنا روحاني واعالج بكتاب الله عز وجل، ولكن ينبغي علينا جميعا أن نعلم أن من كان غرضه الدنيا فهذا لا يحضر إليه ملائكة الرحمة، وإن أغلب هؤلاء الذين يقولون عن أنفسهم إنهم روحانيون هم يعملون مع الجن لكنهم لا يقولون للناس نحن نعمل مع الجن لأنهم إن قالوا ذلك للناس فالناس لا يعتقدونهم، أما إن قالوا روحاني، الناس يقصدونهم، وفي البدء أحيانا الجن يظهرون أنهم قائمون بالشريعة ثم يدخلون أشياء مخالفة للشريعة، وقيل أنه كان هناك رجل يقول إني روحاني أي معي ملائكة ثم الناس يطلبونه لمريض أو غير ذلك، فيأتي بعد المغرب ثم الناس يحضرون إليه، ثم بعد برهة يطفئ الضوء فيحسون بحركات ويسلمون على الحاضرين ولا يقولون نحن جن وإنما يقولون روحاني.

 

ثم يتكلمون فيقولون هذا المريض مرضه كذا ودواؤه كذا، وذات مرة عندما حضروا قالوا أي الجن بعض الناس يسيئون الظن بنا يقولون نحن جن، نحن لسنا جن، نحن الملك بلا أب ولا أم، ثم فضحه الله تعالى لأنه هو اعترف فقال ءامر ابني ميمون بكذا، وقد فضحه الله تعالى، لأنه من المعلوم أن الملائكة لا يتناكحون فهم ليسوا ذكورا ولا إناثا إنـما أجسام نورانية لا يأكلون ولا يشربون ولا يتناكحون ولا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، وإن دراسة للوقائع الإسلامية في سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم تكشف أن الروحانيات كانت ملازمة لرسول الله صلى الله عليه وسلم في معاملاته اليومية، في رخائه وشدته، في يسره وعسره، فكان صلى الله عليه وسلم يضمد بذلك جراح نفسه.

 

ويجبر انكسار قلبه، وكان بوفاة زوجته السيدة خديجة رضي الله عنها، وعمه أبي طالب، فقد تكالبت عليه صلى الله عليه وسلم الأحزان وزادت همومه، فعزم على الخروج إلى الطائف راجيا ومؤملا أن تكون أحسن حالا من مكة، وأن يجد من أهلها نصرة لدين الإسلام، فكلم أهل الطائف عن الإسلام، فكذبوه وردوا عليه ردا عنيفا، وطردوه صلى الله عليه وسلم من الطائف طردا، وشردوه تشريدا، وتهاوت عليه الأحجار من كل مكان، وأسمعوه من شتى أنواع السب والشتم، مذلة وما أعظم مذلة، دموع الأسى تذرف من عينيه الشريفتين، ودماء طاهرة تتدفق من قدميه، فالتجأ رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بستان يحتمي بأشجاره من الحجارة، وقد تحركت في وجدانه كلمات صادقة، وابتهالات روحانية.

 

فرفع يديه صلى الله عليه وسلم إلى السماء مناجيا ربه بكلمات روحانية تنبع من أعماق قلبه الحزين فقال ” اللهم إنى إليك أشكو ضعف قوتى وقلة حيلتى وهوانى على الناس، إلى آخر الدعاء” فقد اهتز لهذا الدعاء عرش الرحمن، فأرسل الله سبحانه وتعالى جبريل عليه السلام لينتقم لرسول الله صلى الله عليه وسلم، بعد رحلة الطائف، وما لاقاه رسول الله صلى الله عليه وسلم، من أهلها لكن بعده الروحاني صلى الله عليه وسلم جعل تتحرك عنده عاطفة الرحمة فيقول صلى الله عليه وسلم “بل أرجوا أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده ولا يشرك به شيئا” رواه البخارى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى