مقال

ما أشبه الأحفاد بالأجداد

جريدة الأضواء

ما أشبه الأحفاد بالأجداد

بقلم د/مصطفى النجار

تطلق المقاومة دفعة صاروخية على كنيست الظلم والعدوان، فيقطع الشيطان القزم خطابة، ويهرع الأشاوس مذعورين للملاجئ، ذكرنى ذلك ببنى النضير فى عهد النبوة، حين خانوا العهود كعادتهم، فحاصرهم خير من وطئ الثرى، فتحصنوا وقاتلوا من خلف الجدر، فقذف الله فى قلوبهم الرعب، فاستسلموا وسلموا حصونهم، ونزلوا على حكم القائد المظفر المنتصر صلوات الله عليه.

لقد كان النبى يدرك أن بنى إسرائيل غلاظ الرقاب، لا يمنعهم من الخيانة وفاء، ولا يردهم عن العدوان ضمير ولا قيم ولا أخلاق، فقد مات فيهم كل ذلك، فلا تردعهم إلا القوة.

وتذكرت كذلك عناصر المقاومة الفلسطينية الباسلة، وهم يهبطون على المغتصبات من السماء بأسلحتهم المتواضعة، فكان من فر من جنود جيش الاحتلال الذى لايقهر، أكثر ممن قتل وأسر، أى والله الذى لايقهر.

لقد لقن أبطال المقاومة المحتل الخوار الجبان درسا لن ينساه، رغم امتلاكه لترسانة من الأسلحة الفتاكة، لقد كان هروب جنود الاحتلال ومستوطنيه تجسيدا لخروج بنى النضير تماما بتمام، فقد هرعوا مذعورين للصحراء تحت ضربات المقاومة، تاركين حصونهم “المستوطنات” لا يلون على شئ، بعدما قذف الله فى قلوبهم الرعب، وما أشبه الأحفاد الأقزام بالأجداد الملاعين.

لقد امتلكت المقاومة من الجسارة ما مكنها من القيام بعملية طوفان الأقصى حين تمكنت قيم الإسلام من قلوبهم، ولن ينتصر العالم العربى والإسلامى على الغاصبين إلا بعودته إلى الله، عودة توحد صفوفهم كالبنيان المرصوص، وتسلم فيها جماهير المسلمون نفوسها وقلوبها للقرآن ليصلح الخلل ويعيد الصياغة.

لقد صهر الإسلام صهيب الرومى وسلمان الفارسى وبلال الحبشى مع الفاروق عمر العربى القرشى فى بوتقة واحدة، واستطاعت قيم السماء أن تذيب حواجز اللون واللغة والعرق لتصنع من هؤلاء مزيجا واحدا متجانسا متآلفا، وذلك ما لم يتمكن من صناعته سوى الإسلام العظيم، وهذا ما يجعلنا نؤكد مرارا وتكرارا، أن العالم العربى والإسلامى لن يتوحد إلا على الإسلام، لتجمع آصرة الإيمان بين المصرى والمغربى والخليجى والباكستانى، وتضم إليهم التركى والعراقى وغيرهم، لينصهر الجميع أمة واحدة، كبداية لمعركة التحرير.

لقد صنع القرآن أبطالا يحبون الموت كما يحب عدوهم الحياة، فكانوا أسودا ضارية فى مواجهة الظالمين، لتتدفق قوافل الشهداء من بدر الكبرى إلى حطين وعين جالوت، مرورا بأكتوبر 1973، وانتهاء بطوفان الأقصى.

سيظل انتصار العالم العربى والإسلامى على الهمجية الغربية الإسرائيلية مرهونا بتوحده على قيم السماء، وامتلاكه لكافة وسائل القوة عسكريا واقتصاديا وغير ذلك، وتوبة الشعوب وعودتها إلى الله أفرادا ومجتمعات.

اللهم وحد على الحق أمتنا، وارفع فى العلا رايتنا، ومكن لنا ولا تمكن منا، واحفط مصر والعالم الإسلامى من كل سوء، يا رباه يا الله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى