مقال

الدكروري يكتب عن زواج نبي الله يعقوب

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن زواج نبي الله يعقوب
بقلم / محمـــد الدكـــروري

لقد كانت راحيل صغرى بنتي لابان بن بتويل خال نبي الله يعقوب عليه السلام، وكانت أختها ليا تكبرها في السن، وإن كانت تليها في اعتدال الخلق وحسن التقاسيم، أي الجمال، ولم يكن في شريعة قومه أن يزوج الصغرى قبل الكبرى، ولكن نفسه لم تقبل أن تعيد يعقوب بن إسحاق عن راحيل، ومع ذلك فقد زوجه أولا بنته الكبرى، وبعد سبع سنين أخرى زوجه ابنته الصغرى، ووهب لهما أمتين تخدمانهما، ولكنهما آسرت يعقوب بهاتين الأمتين، ومع الأربع نساء، وهما ليا وراحيل والأمتين، فقد رزق الله عز وجل نبيه يعقوب عليه السلام، اثني عشر ابنا وهؤلاء هم الأسباط، وإن نبى الله يعقوب هو بشارة لإبراهيم الخليل عليه السلام من الملائكة، حيث أثبتوا له النبوة قبل خلقه، ثم إنهم جميعا صالحون يعبدون الله عز وجل.

ويعملون الخير في الدنيا والآخرة بمشيئة الله تعالى، وإن أكثر ما تجلت قصة نبى الله يعقوب عليه السلام، مع ابنه يوسف عليه السلام، عندما رأى يوسف الرؤيا فعرف أن إخوان يوسف عليه السلام سيحسدونه ويكيدون له، ثم فعلوا بيوسف ما فعلوا، وصبر يعقوب وعدم تصديقه لهم، واستمر هذا الصبر مع شدة حزنه وألمه على فراق يوسف وثقته بالله بأن يوسف سيحفظه الله تعالى، ثم لحاق أخيه شقيقه به عند عزيز مصر، وزيادة حزنه وأسفه عليهما، فقال الله تعالى فى سورة يوسف ” وتولى عنهم وقال يا أسفى على يوسف وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم، قالوا تالله تفتأ تذكر يوسف حتى تكون حرضا أو تكون من الهالكين، قال إنما أشكو بثى وحزنى إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون ”

ثم لقائه بيوسف عندما مكن الله ليوسف في الأرض، وذهابه مع كل أبنائه وأسرته إلى مصر، فتحققت رؤيا نبى الله يوسف عليه السلام، بعد زمن طويل، وإنه لا يمكن إنكار أن كثيرا من الإسرائيليات عرفت طريقها إلى التراث الإسلامى، خاصة فى الموضوعات التى ليس فيها تفصيلات كثيرة، فى النص القرآنى، لحكمة ما، ومن ذلك ما ورد فى قصص الأنبياء وخاصة أنبياء بنى إسرائيل، ومن ذلك قصة نبى الله يعقوب ومن قبله والده النبى إسحاق عليهم السلام، وقد ذكر أهل الكتاب أن إسحاق لما تزوج من السيدة رفقا بنت بتواييل فى حياة أبيه، كان عمره أربعين سنة، وأنها كانت عاقرا، فدعا الله لها فحملت فولدت غلامين توأمين، ويقول كتاب البداية والنهاية تحت عنوان إسحاق بن إبراهيم عليهما الصلاة والتسليم.

بأن أولهما سموه عيصو، وهو الذى تسميه العرب العيص وهو والد الروم، والثاني، خرج وهو آخذ بعقب أخيه فسموه يعقوب، وهو إسرائيل الذى ينتسب إليه بنو إسرائيل، وقالوا وكان إسحاق يحب العيصو أكثر من يعقوب لأنه بكره، وكانت أمهما السيدة رفقا تحب يعقوب أكثر لأنه الأصغر، فقالوا فلما كبر إسحاق وضعف بصره، اشتهى على ابنه العيص طعاما، وأمره أن يذهب فيصطاد له صيدا، ويطبخه له ليبارك عليه، ويدعو له، وكان العيص صاحب صيد، فذهب يبتغى ذلك، فأمرت رفقا ابنها يعقوب أن يذبح جديين من خيار غنمه، ويصنع منهما طعاما كما اشتهاه أبوه، ويأتى إليه به قبل أخيه ليدعو له، فقامت فألبسته ثياب أخيه، وجعلت على ذراعيه وعنقه من جلد الجديين، لأن العيص كان أشعر الجسد.

ويعقوب ليس كذلك، فلما جاء به وقربه إليه، قال من أنت؟ قال له ولدك، فضمه إليه وجسه، وجعل يقول، أما الصوت فصوت يعقوب، وأما الجس والثياب فالعيص، فلما أكل وفرغ دعا له، أن يكون أكبر إخوته قدرا، وكلمته عليهم وعلى الشعوب بعده، وأن يكثر رزقه وولده، فلما خرج من عنده، جاء أخوه العيص بما أمره به والده، فقربه إليه، فقال له ما هذا يا بنى؟ فقال له هذا الطعام الذى اشتهيته، فقال له أما جئتنى به قبل الساعة وأكلت منه ودعوت لك؟ فقال لا والله، وعرف أن أخاه قد سبقه إلى ذلك، فوجد فى نفسه عليه وجدا كثيرا، وذكروا أنه تواعده بالقتل إذا مات أبوهما، وسأل أباه فدعا له بدعوة أخرى، وأن يجعل لذريته غليظ الأرض، وأن يكثر أرزاقهم وثمارهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى