مقال

الدكروري يكتب عن الأنانية البغيضة

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الأنانية البغيضة

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

إن من أثار الانانيه هو اختصاص الذات أو الأقارب بالمصالح والمنافع دون غيرهم، وهى أضرار كثيرة على الفرد والمجتمع، لأنها نوع من الأنانية البغيضة يجلب الحقد بين الأفراد، ويمنع من وصول الحقوق لأصحابها، وتلك حالة تدعو إلى تذمّر أصحاب الحق، وإلحاق الأذى بمن استأثر دونهم بالمال أو الوظيفة أو نحو ذلك مما ينبغي أن يكون الجميع فيه سواء، وإن الأثرة والأنانية إذا شاعت في مجتمع من المجتمعات انحل عقده، وانفصمت عراه لأن ذلك ظلم لأصحاب الحقوق، وظلم أيضا لذوي الأثرة الّذين يحصلون على حقوق الغير، مما يجعلهم كسالى مغرورين، وإذا ما حدث تبدل في الأوضاع.

 

فإنهم يطالبون برد هذه الحقوق التي غالبا ما يكونون قد أضاعوها لعدم تعبهم في الحصول عليها، وحينئذ تنقلب المنافع إلى مهالك، الحق على المسلم ألا يؤثر نفسه، أو أقاربه، أو أصهاره، أو مقربيه بنفع لا يستحقونه، حتى لا يعود ذلك وبالا عليه وعليهم، وعليه أن يتحلى بعكس هذه الصفة وهو الإيثار بأن يفضل غيره على نفسه، وحينئذ فقط يصبح من المفلحين الذين تخلصوا من شح أنفسهم وبخلها بالمنافع على الغير، فإن لم يفعل فالواجب عليه العدل بأن يعطي كل ذي حق حقه، وله في أنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة طيبة حيث مدحهم المولى سبحانه وتعالى بقوله “ويؤثرون علي أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون”

 

وعلى من وقعت عليه الأثرة أن يصبر ويحتسب من ناحية، وأن يطالب بحقه بالمعروف، سائلا المولى سبحانه وتعالى أن يعينه، فالله سبحانه خير معين، وفي النهاية لنعلم إن تقارب الوقت والزمن وسرعة مروره دون فائدة علامة على قرب الساعة، فهذه العلامة من علامات الساعة من أوضح العلامات وأظهرها اليوم إذ أننا نشهد وقوعها اليوم ونراها واضحة جلية، فالوقت يمر على الناس بصورة سريعة تدعو للدهشة والتأمل، فلا بركة في الوقت حتى يخيل إلى الواحد أن السنة كالشهر والشهر كالأسبوع والأسبوع كاليوم ولا أصدق من وصف النبي صلى الله عليه وسلم قال ابن حجر “قد وجد ذلك في زماننا هذا.

 

فإننا نجد من سرعة مر الأيام ما لم نكن نجده في العصر الذي قبل عصرنا هذا” فكيف لو رأى زماننا اليوم فنحن اليوم نشهد بوضوح هذه المعاني لتقارب الزمان فلا يوجد بركة في الوقت وأصبح الناس يتحدثون عن السنوات وكأنها أشهر ناهيك عن الأيام والأسابيع، فإنه يمضى العام بكل ما يحمل من أحداث وأفراح وأحزان، ويأتي العام ولا ندري ما الله فاعل فيه، فينتهي عام كامل تصرّمت أيامه وتفرقت أوصاله، وقد حوى بين جنبيه حكما وعبرا، وأحداثا وعظات، فلا إله إلا الله، كم شقي فيه من أناس؟ وكم سعد فيه من آخرين؟ كم من طفل قد تيتم؟ وكم من امرأة قد ترملت؟ وكم من مريض قد تعافى؟ وكم من سليم في التراب قد توارى؟

 

رأينا أهل بيت يشيعون ميتهم، وآخرون يزفون عروسهم، دار تفرح بمولود، وأخرى تعزّى بمفقود، هنا عناق وعبرات من شوق اللقاء، وهناك عبرات تهلّ من لوعة الفراق، وهذه آلام تنقلب أفراحا، وأفراح تنقلب أتراحا ولنا في مرور الأعوام عبرة وعظة، فهذا أحدهم يتمنى دوام يومه ليتلذذ بفرحه وغبطته وسروره، وآخر يتمنى انتهاء يومه ليتخلص من همومه وشروره، أيام تمر على أصحابها كالأعوام، وأعوام تمر على أصحابها كالأيام يمضى عام، ويأتي عام وهكذا تمر الأيام تسحب وراءها الشهور تجر خلفها السنين ويمر جيل بعد جيل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى