مقال

الدكروري يكتب عن مقتل مسلم سفير الكوفة

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن مقتل مسلم سفير الكوفة
بقلم/ محمـــد الدكـــروري
تذكر المصادر التاريخية أنه عندما ذهب مسلم بن عقيل إلي أهل الكوفة لمبايعة الإمام الحسين بن علي، فقد خذلوه ووقفوا ضده وقتلوا من معه، وكان ذلك بسبب رشوة كانت بين الأمويين ومشايخ القبائل في الكوفة، وظل مسلم يمشي وحيدا ليس معه من يدله على بيت يختبئ فيه وقد بلغ به الحزن مبلغه فوصل إلى دار امرأة تدعى طوعة، فطلب منها الماء وبعد حديث دار بينهم عرفت أنه مسلم بن عقيل فضربت رأسها من الصدمة وأقسمت على حمايته فاستقبلته في دارها، وكان للمراة ابن من أنصار الأمويين فرأى مسلم في البيت وعرف أوصافه فأسرع لإبلاغ الشرطة بذلك، ولم يمر وقت طويل قبل أن يحاصر منزل ابن عقيل فخرج ابن عقيل يقاتل الجنود حتى لم يقدروا عليه على كثرة عددهم.

فعرض عليه محمد بن الأشعث الأمان، مقابل أن يرمي سلاحه فقبل ابن عقيل ذلك، فادمعت عيناه عند اعتقاله فهون ابن الأشعث عليه، فقال له “إني والله ما لنفسي أبكي، ولا لها من القتل أرثي، وإن كنت لم أحب لها طرفة عين تلفا، ولكن أبكي لأهلي المقبلين إلي، أبكي لحسين وآل حسين” واقتادوا ابن عقيل إلى قصر الإمارة حيث عبيد الله بن زياد الذي لم يكثرت للأمان الذي وُعد به ابن عقيل فأمر بقتله ورموه من فوق القصر وكان ذلك في التاسع من شهر ذي الحجة سنو ستين من الهجره، وتقول الكتب إن مسلم بن عقيل هو أول من استشهد من أصحاب الحسين بن على فى الكوفة، وقد عرف فيما بعد بأنه سفير الحسين، وقد بعث الإمام الحسين رضوان الله عليه، مسلم ابن عمه سفيرا للكوفة.

وبعث معه رسالة قال فيها “وقد بعثت لكم أخي وابن عمّي، وثقتي من أهل بيتى” وكانت مهمة مسلم التي عهد بها إليه هي أخذ البيعة من الناس والتعرف على مجريات الأحداث هناك، فعندما علم بنى أمية بوجود مسلم بن عقيل وأنه يدعو الناس لاتباع الحسين، كالعادة اتخذوا موقفا عنيفا، وهو السعى لقتل مسلم بن عقيل، وبالتالى دس بنو أمية على، مسلم حتى عرفوا مكانه، فخرج الرجال المدججين بالسلاح ضد رجل واحد، فحاصروه فى الكوفة، بينما هو وحيد لا مأمن له، وعندما عثروا عليه ظل يقاومهم وحده، ولما أجهدتهم بسالته طلب منه قائدهم محمد بن الأشعث أن يتوقف عن القتال ويمنحونه الأمان، فألقوا القبض عليه، وبعد ذلك تنكروا لهذا الوعد وألقوا به من فوق قصر بن زياد فاشتشهد، وظل التاريخ محتفظا له بمكانته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى