مقال

لم نعد نحن كما كنا

جريدة الاضواء

لم نعد نحن كما كنا

بقلم/السيد شحاتة

لست من الذين يتخلون بسهولة عن من أحبتهم لكن بالمقابل يمكنهم المغادرة وقت ما يشاؤون أن يختاروا طقوس رحيلهم كيفما يحبون فلن أضعهم خلف قضبان أسئلتي ولن أعقِد جلسة تحقيق في قراراتهم

فأنا لا أفرط بأحد أبدا لكنني أؤمن بأن من يود البقاء معي سيبقى وإن كنت شوكة بيده
فأنا لا أتشبث بمن أحبهم إذا ولوا الأدبار

ولم أترك أحد في منتصف الطريق ولم أفلت أيدينا ممن وثقوا يوما بنا
فلم نترك سؤالا في قلب أحد وكانت لدينا الإجابة ومع ذلك كنا ندفع ثمن إجاباتنا فيما بعد

كنا نزيل إبهام الأسئلة من على جباه الباحثين عن إجابات تشفي غليل فضولهم
فلم نستطع يوما أن نترك غصة في قلب أحد
فكنا نتنازل عن سعادتنا ونؤجلها أحيانا وكذلك بعض قراراتنا كي لا نتسبب بتعاسة أحد

لا ندري كيف اجتمعت الأسباب ووجدنا أنفسنا نحن من تم تركنا في قارعة قلوب من نحب بأسئلة تقتلنا مراراً وغصات تذبحنا من الوريد

مؤسف حقا أننا لم نترك أحداً بل نحن من عانينا طيلة حياتنا من الترك

فلم نعد نملك الشغف تجاه الأشياء المتأخرة ففقدنا الصبر وليس الشغف
فالإعتذرات المتأخرة لا تداوي الجرح والندم الذي يأتي بعد فوات الأوان لا يصحح الخطأ

و الكلمات التي تأتينا بعد يأسنا من انتظارها لا تشبِه تلك التي كنا بحاجتها في وقتها

فالإهتمام المتأخر الذي يأتينا بعد أن نفقد رغبتنا فيه لا يشبه ذاك الذي انتظرناه في وقته المناسب

فالوقت يفقد الأشياء المتأخرة بريقها ويفقدنا اللهفة في استقبالها

لم نعد نملك الشغف لاستقبال أحلامنا المتأخرة تلك التي تتحقق بعد فوات أوانها فلا نشعر بطعمِها تلك التي تهرب منا فتأتينا بعد استبدالنا بغيرها

لقد تعبنا من الإنتظار فتلاشى صبرنا وذبلت قلوبنا بالبرودة
نريد أشياءنا التي توقعناها في وقتها أو لا تأتينا أبناء 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى