مقال

الدكروري يكتب عن الحصين واليا علي الأردن

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الحصين واليا علي الأردن
بقلم / محمـــد الدكـــروري

لقد ذكر الإمام ابن عساكر في تاريخه عن الصحابي الحصين بن نمير الأنصاري وقال كان عامل لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه على الأردن، ثم أميرا ليزيد بن معاوية، وقد نسبه ابن الكلبي فقال، حصين بن نمير بن فاتك بن لبيد بن جعفر بن الحارث بن سلمة بن سكانة، وقال إنه كان شريفا بحمص وكذا ولده، إلى أن يقول فلا أدري أراد هذا أو أراد الذي قبله، وهو من قادة الأمويين، ويعود نسبه إلى قبيلة كنده، وكان مبغضا لآل علي بن أبى طالب، ففي معركة صفين كان إلى جانب معاوية بن أبى سفيان، وفي عهد يزيد بن معاوية كان قائدا على قسم من الجيش، وفي واقعة مسلم بن عقيل فقد سلطه عبيد الله ابن زياد، على دور أهل الكوفة، ليأخذ مسلم ويأتيه به، وهو الذي أخذ قيس بن مسهر رسول الحسين رضى الله عنه.

فبعث به إلى ابن زياد فأمر به فقتل، وهو الذي نصب المنجنيق على جبل أبي قبيس ورمى به الكعبة وذلك لما تحصن منه ابن الزبير في المسجد الحرام، وهو قاتل سليمان بن صرد أثناء ثورة التوابين، وقيل أن أبوه تميم بن أسامة، وهو الذي سأل أمير المؤمنين على بن أبى طالب رضى الله عنه، عن شعر رأسه بعد قوله رضى الله عنه “سلوني قبل أن تفقدوني” وفي عهد يزيد بن معاوية فقد شارك في الهجوم الذي أمر يزيد بشنه على المدينة المنورة، وقد مات حصين بن نمير في عام ثمانى وستين من الهجرة، وكان ذلك متأثرا بجراح، قد أصابه بها إبراهيم بن الأشتر في الواقعة التي جرت على ضفاف نهر الخازر، وجاء في بعض الأخبار أنه أخذ رأس حبيب بن مظاهر بعد مقتله.

وعلقه في رقبة فرسه ودار به في الكوفة مفتخرا، فكمن له فيما بعد القاسم بن حبيب وقتله ثارا لدم أبيه، وجاء في مصادر أُخرى أنه قتل على يد أصحاب المختار الثقفي عام سته وستون من الهجرة، قرب الموصل في وقت حركة المختار الثقفى، والحصين بن نمير قد ذكره ابن إسحاق في المغازي في غزوة تبوك، فقال، ولما كان من هم المنافقين أن يزاحموا رسول الله صلى الله عليه وسلم في الثنية وإطلاع الله تعالى نبيه على أمرهم، فذكر الحديث في دعائه صلى الله عليه وسلم إياهم، وإخبارهم بسرائرهم، واعتراف بعضهم، فقال، وأمرهم أن يدعوا حصين بن نمير، وكان هو الذي أغار على تمر الصدقة فسرقه، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ” ويحك، ما حملك على هذا؟ ”

قال حملني عليه أني ظننت أن الله لا يطلعك عليه، فأما إذ أطلعك الله عليه وعلمته فإني أشهد اليوم أنك رسول الله، وأني لم أومن بك قط قبل هذه الساعة يقينا، فأقاله رسول الله صلى الله عليه وسلم عثرته، وعفا عنه، لقوله الذي قاله، وقد روى البخاري في تاريخه، من طريق يزيد بن حصين عن أبيه، قال شهدت بِلاَل خطب على أخيه فزوجوه عربية، وقال لم يصح سنده، وقيل ان الحصين بن نمير في جملة من كان يكتب للنبى صلى الله عليه وسلم وكذا ذكره العباس بن محمد الأندلسي في التاريخ الذي جمعه للمعتصم بن صمادح، فقال وكان المغيرة بن شعبة والحصين يكتبان في حوائجه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى