مقال

التفرقة العنصرية آفة العصور

جريدة الاضواء

التفرقة العنصرية آفة العصور

بقلم السفيرة الدكتورة / ماجدة الدسوقي

تعريف العنصرية هو الإعتقاد بأن هناك فروقًا وعناصر موروثة بطبائع الناس وقدراتهم وعزوها لإنتمائهم لجماعة أو لعرق ما ، وبالتالي تبرير معاملة الأفراد المنتمين لهذه الجماعة بشكل مختلف إجتماعيًا وقانونيًا ،لأن العنصرية مذهب قائم على التفرقة بين البشر حسب أصولهم
الجنسية ولونهم ،ويترتب على هذه التفرقة حقوقًا ومزايا.
أصبح يستخدم مصطلح التفرقة العنصرية إلى ممارسات يتم تبرير هذا التمييز بالمعاملة باللجوء إلى التعميمات المبينة على الصور النمطية وباللجوء إلى تلفيقات علمية ، وهي كل شعور بالتفوق أو سلوك يقوم على الإقصاء والتهميش والتمييز بين البشر على أساس اللون أو الإنتماء القومي أو العرقي . نجد أن العنصرية تتركز على أسس هي :
اللغة ،ولون البشرة ، والعادات ، والمعتقدات ، والثقافات ، والطبقات الإجتماعية ، والقومية .أما عن الأسباب التي تقف وراء إثارة العنصرية أو ما نسميها محفزات النفس العنصري والتي تشعل هذا السلوك في النفس البشرية هي :*الجهل وعدم الوعي بمفهوم العنصرية.
*الفروق المادية * إختلاف اللغة *العقيدة والفكر والثقافة *بعض العادات الموروثة * التفاخر بالأنساب والطعن فيها *الطمع والجشع والاستغلال.
وتتمثل العنصرية من خلال المضايقة، وتكون في تجريح شخص ما وإهماله وسد الطرق أمامه ، وإشعاره بعدم الرغبة في وجوده مما يسبب له الألم النفسي وإهانة كرامته.
نجد أن التمييز العنصري له نوعين :
التمييز المباشر في التعامل مع شخص بطريقة دونية وتفضيل شخص آخر عليه بسبب عرقه ولونه أو إلى ما تم ذكره سابقًا.
التمييز غير المباشر وتكون العنصرية هنا عند فرض قوانين وشروط دون أسباب وتكون هذه الشروط في صالح فئة معينة على حساب فئة أخرى.
نجد أن سلبيات العنصرية تنعكس على الفرد والمجتمع ،أما عن إنعكاسها السلبي على الفرد فهي *تولد الحقد والكراهية بين الشخص العنصري والشخص الذي تمارس عليه السلوكيات العنصرية.
*رفض الشخص الذي يتعرض للعنصرية الإختلاط في أي إجتماعات .
*تجعل الفرد الذي يتعرض للعنصرية شخصًا وحيدًا منبوذًا يعيش في عزلة عن الآخرين .
*تضيق العنصرية فكر من يمارسها.
أما عن سلبيات العنصرية على المجتمع هي * تجعل المجتمع مفككًا غير مترابط . *تخلق جوًا من الحقد والكراهية بين أبناء المجتمع .
*تخلق العنصرية أجواء يسودها الكبت والخوف وعدم الإستقرار.
*تعمل على إشعال شرارة الحرب في المجتمع لتعصب كل طائفة لأفكارها.
*تولد النزاعات بين أفراد المجتمع.
ولمناهضة العنصرية يتطلب جهدًا كبيرًا وقد سبق أن أمم تخلصت من هذه الآفة وتمكنت من علاجها بتوزيع المهام بين الأفراد والمجتمع والسلطات .للإعلام دور كبير جدًا في التاثير على المجتمع ونحرص أن يكون الدور إيجابيًا في نبذ العنصرية والتمييز.
*تعتبر الأسرة النواة الأولى في المجتمع لذا يجب عليها غرس أفضل القيم في نفوس أبنائها وتربيتهم على نبذ التفاخر وحب الآخرين وعدم احتقارهم.
*تحاول الحكومات أن تطبق مبدأ العدل والمساواة بين أبناء المجتمع.
*تقوية الوازع الديني له دورًا جيدًا في نبذ العنصرية.
*كما أن منظمات حقوق الإنسان لها دور كبير وذلك من خلال عقد الدورات التثقيفية والتوعوية حول أهمية المساواة ونبذ فتنة العنصرية والتمييز .
إن العنصرية التي نالت من كثير من المجتمعات ، لم تتمكن من المجتمعات التي حرصت على إيجاد حلول جذرية تخلصها من عواقب هذه الظاهرة ، ما مكّنها بعد ذلك من بناء أمجاد عتيدة ،بعد أن آمنت بالمساواة في الحصول على الفرص وأيقنت أن التفوق ليس حكرًا على فئة واحدة ، فصهرت جميع الإمكانات المتوفرة في أبنائها لترسم أجمل صور التكافل والتكاتف في الطريق إلى الحضارة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى