مقال

الدكروري يكتب عن النبي يغزو بني محارب وبني ثعلبة

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن النبي يغزو بني محارب وبني ثعلبة
بقلم / محمــــد الدكـــروري
لقد خرج النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، بجيشه من المدينة، في غزوة ذات الرقاع لقتال بني محارب وبني ثعلبة من غطفان، ولكن اتضحت منذ البداية الصعوبات التي تنتظرهم، فهناك نقص شديد في عدد الرواحل حتى إن الستة والسبعة من الرجال كانوا يتوالون على ركوب البعير، ومما زاد الأمر سوءا وعورة الأرض وكثرة أحجارها الحادة، التي أثرت على أقدامهم حتى تمزقت خفافهم، وسقطت أظفارهم، فقاموا بلف الخلق والجلود على الأرجل، ومن هنا جاءت تسمية هذه الغزوة بهذا الاسم، وعن أبي موسي الأشعري رضي الله عنه، قال “خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن ستة نفر، بيننا بعير نعتقبه، فنقبت أقدامنا، أى ورمت وقرحت، ونقبت قدماي، وسقطت أظفاري،

فكنا نلف على أرجلنا الخرق، فسميت ذات الرقاع، لما كنا نعصب الخرق على أرجلنا ” رواه البخارى ومسلم، ويقال أنه قد ندم أبو موسى الأشعرى رضي الله عنه، أن حدث بهذا الحديث، وإنما كره ذلك وندم عليه بسبب خوفه أن يكون أظهر شيئا من عمله الذي احتسب أجره عند الله تعالى، وقال ابن هشام وإنما قيل لها غزوة ذات الرقاع، لأنهم رقعوا فيها راياتهم ويقال ذات الرقاع هي شجرة بذلك الموضع يقال لها ذات الرقاع، وكان الهدف الرئيس من خروج النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، بجيشه بعد الانتهاء من يهود خيبر وطردهم من ديارهم، هو تأديب قبيلة غطفان المتمادية في عداء الإسلام والمسلمين، وأيضا حتى لا تأخذ غطفان وغيرها من القبائل العربية أن المسلمين يهابونهم.

خاصة بعد تحالفهم مع بني سُليم في غزوة بني سُليم، وأيضا لنشر الأمن والأمان وإيقاف أعمال النهب والسلب التي كانت تقوم بها تلك القبيلة من جهة أخرى ولهذه الأسباب مجتمعة قرر الرسول الكريم صلى الله عليه السلام، غزو ديار غطفان ومبادرتهم بالقتال خاصة بعد أن علم بنيتهم المُبيتة لغزو المدينة المنورة، وسار النبي صلى الله عليه وسلم متوغلا في بلادهم حتى وصل إلى موضع يقال له نخل، ولقي جمعا من غطفان، إلا أنه صلى بالصحابة، صلاة الخوف لاول مرة في الأسلام، فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذات الرقاع من نَخل، فلقي جمعا من غطفان، فلم يكن قتال، وأخاف الناس بعضهم بعضا، فصلى النبي صلى الله عليه وسلم ركعتي الخوف” رواه البخاري.

وقد إلتفت الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، إلى القبائل العربية الموجودة في صحراء نجد بعد القضاء على اليهود وأعوانهم، فكانت هذه القبائل العربية تعتمد على السلب والنهب وترويع الآمنين فكان لا بد من تأديبهم، وهم قبائل بنو أنمار وثعلبة ومحارب من غطفان، فعقد رسول الله صلى الله عليه وسلم العزم على الخروج للقائهم بعد أن علم بخروجهم، واستعمل النبي صلى الله عليه وسلم على المدينة عثمان بن عفان، وقيل أيضا أبو ذر الغفاري رضي الله عنهما، وكانت غزوة ذات الرقاع بنخلا، وهو موضع بنجد من أرض غطفان من منازل بني ثعلبة بين وادي نخل، وهو يسمى الحناكية، والشقرة، ويبعد عن المدينة بتسعين كلم تقريبا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى