مقال

الدكروري يكتب عن المرحلة النهائية في اليرموك

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن المرحلة النهائية في اليرموك
بقلم / محمـــد الدكــروري
لقد بدأت المرحلة النهائية من معركة اليرموك عندما اندحر القسم الأكبر من القوات البيزنطية بإتجاه الجرف تحت تأثير القتاك من جهة الأمام، بينما كانوا يتراجعون بإتجاه المركز نتيجة الهجوم من الجانب، حيث نجم عن ذلك إختلال التوازن في الجيش البيزنطى، وعند ذلك فقد الجيش البيزنطي المتحالف كل المعلومات والإرتباطات، ووصل إلى النقطة التي يتجنبها كل القواد العسكريين، وهي عندما تصبح وحداتهم عبارة عن حطام أو ركام مُسلح، فقد إنحصر الجيش البيزنطي بشكل لم يعد يستطيع فيه الجنود استخدام سلاحهم بشكل طبيعي، ولذلك فقد هزموا بسرعة محاولين إيجاد طريق للهرب عبر الجرف وبدون نجاح، فبعضهم هوى في الجرف، بينما سقط الآخرون قتلى أو أسروا لتنتهي بذلك معركة اليرموك.

ويقول الذهبي رحمه الله “وكانت الروم قد سلسلوا أنفسهم الخمسة والستة في السلسلة لئلا يفروا، فلما هزمهم الله عز وجل جعل الواحد يقع في نهر اليرموك فيجذب من معه السلسلة حتى ردموا في الوادي واستووا فيما قيل بحافتيه، فداستهم الخيل وهلك خلق لا يحصون” وهكذا فإن من يُقاتل بلا مبدأ أو عقيدة، ومن يعوزه الإيمان الراسخ ليربطه بقضيته، سيحتاج إلى سلاسل يُربط بها من أجل أن لا يهرب مما جيء به من أجله وكانت المعركة على أشدها في حوض اليرموك، وأمير المؤمنين أبو بكر رضي الله عنه في المدينة عاصمة الدولة الإسلامية، وكان أبو بكر رضي الله عنه قد مرض وأوصى إن مات فالخليفة من بعده عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وكانت سياسة عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

تختلف عن سياسة أبي بكر الصديق رضي الله عنه، فقرر استبدال قيادة الجيش الإسلامي في إقليم الشام من خالد بن الوليد رضي الله عنه إلى أبي عبيدة عامر بن الجراح رضي الله عنه، وبعث بكتابه الذي يتضمن الأمر بذلك، ويقول ابن الأثير ” قدم البريد من المدينة واسمه محمية بن زنيم وأخذته الخيول فسألوه الخبر، فأخبرهم بسلامة وإمداد، وإنما جاء بموت أبي بكر وتأمير أبي عبيدة، فبلغوه خالدا فأخبره خبر أبي بكر سرا، وأخبره بالذي أخبر به الجند، قال أحسنت فقف، وأخذ الكتاب وجعله في كنانته وخاف إن هو أظهر ذلك أن ينتشر له أمر الجند” فلما انتهت المعركة جاء خالد رضي الله عنه ليعلن مضمون الكتاب على الملأ، ويضع نفسه جنديا مطيعا للقائد الجديد للجيوش أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه.

الذي عينه أمير المؤمنين وكانت رؤية عمر بن الخطاب رضي الله عنه في تغيير منصب القائد لسببين وهما تعلق المسلمين بخالد بن الوليد رضي الله عنه شخصيا، وافتتانهم به، فخالد بن الوليد رضي الله عنه لم يدخل معركة في الإسلام ولا في الجاهلية إلا وانتصر فيها، وذلك لقوته وخبرته العسكرية وحسن تدبيره رضي الله عنه ودهائه بتوفيق الله عز وجل، حتى أن بعض قادة الفرس صار يعتقد أن خالدا كان يحمل سيفا أنزله له الله عز وجل من السماء، وهكذا كانت تروج الإشاعات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى