مقال

كنا فأصبحنا

جريدة الاضواء

كنا فأصبحنا

بقلم/السيد شحاتة

المسلمون كانوا أسبق من الغرب في التقدم فحضارتهم العلمية سبقت بقرون عدة
أما الغرب فلم ينهض ويتقدم إلا منذ بضعة قرون فما الذي حدث ليتقدم المتخلف ويتأخر المتقدم

لماذا نحن متاخرون عنهم وقد كنا في أعواما مديدة في تقدم مستمر وازدهار وكانت أوروبا في تخلف بل كانوا يرسلون أبناؤهم ليتعلموا في بلاد المسلمين

فكم هو مؤسف حقا ما وصل إليه العرب من تخلف وتراجع وبقوا آخر الناس في سلم الرقي والتطور بعد أن ضاعت أمجادهم وإنجازاتهم

فالغرب القوة الأولى في الأرض اليوم حكم على الأمة الإسلامية بالسجن المؤبد في التخلف والتبعية المطلقة في كل شيء
فهو يخطط لقمع كل حركة استرداد لتراث الأمة وحضارتها ويحارب كل عمل للارتقاء والتقدم ويستعمل لأجل ذلك كل الوسائل الممكنة بكافة أنواعها

حيث أنه من أساسيات مراكز القرار في الغرب العمل على ضمان تفوقهم الدائم المطلق في كل الميادين الحيوية مهما كلفهم ذلك من ثمن حتي ولو كان الثمن الإفساد والإفقار
بل ولو كان الثمن إزهاق الأرواح وسفك الدماء بغير حق يستوي في ذلك الأطفال والشيوخ والنساء والضعفاء

فمنذ سقوط دولة الإسلام وتمزقها على يد الغرب إلى دويلات لها حدود فاصلة بعضها غنية وبعضها فقيرة
فالدول الفقيرة زادوها فقرا والدول الغنية خططوا لإفقارها فتسعى في سداد ديونها الربوية المتراكبة
بل إن تلك الحدود بين الدول والتي زرعوها قد خلقت جوا من الاضطراب والقلق الدائم بين البلدان بعضها ببعض فبين كل دولة ودولة مناطق متنازع عليها هي فتيل حرب في أية لحظة
بالإضافة إلى تصدير الفساد الأخلاقي وترويجه وجبر الناس عليه والاضطلاع بمهمة تحرير المرأة

فالفتن تحيط بدول الإسلام من داخلها وخارجها فقد زرع الغرب في دول الإسلام من يحمل الولاء الكامل له وليس فيه أدنى ولاء لبلده وأهله فهو وطني في الظاهر لكنه غريب علي بني وطنه فأصبح غربي الهوى ليس له مقصد إلا إلحاق الأمة بالغرب ولو كان في ذلك تحطيمها في قوتها واقتصادها وأخلاقها فهذه الفئة تسعى دائما لإضعاف الأمة وضمان تفوق الغرب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى