مقال

الدكروري يكتب عن الفقهاء من الصحابة “جزء 4”

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن الفقهاء من الصحابة “جزء 4”
بقلم / محمـــد الدكــــرورى
ونكمل الجزء الرابع مع الفقهاء من الصحابة، ومن هنا يجد الباحث في كتب الفقه وكتب الاثار التي عُنيت بجمع اقوال الصحابة أقوالا مهجورة لم يجر عليها العمل، واقوالا مرجوحة صح الدليل على خلافها، ومسائل تعددت الاقوال فيها وظهر في بعضها تكافؤ الادلة، على ان اكثر ما جاء عنهم مما تقدم وصفه من حيث قوة الاستنباط وقربه وصحة الاستدلال، واما عن فقه التابعين، فهو بمنزلة فقه الصحابة من حيث جودته وقربه من الدليل عموما فقد تلقوا عن الصحابة الكرام، واخذوا العلم عنهم مما اورثهم قدرة كبيرة على التعامل مع النص الشرعي وقد جمعوا اطراف الحديث الذي ناسب حجم التغيير الذي المَّ بالأمة ، مما اعانهم على حسن معالجة المستجدات والنوازل، ومن هنا كثرت الاجتهادات وتعددت الاقوال وان كانت من حيث الجملة معتبرة الا انها احتوت على نسبة غير قليلة من الاقوال الشاذة او المخالفة للدليل.

ومنها ما تكافأت ادلته واحتاج الى ترجيح وهنا يكمن ان ننتقل الى موقف المذاهب من هذا الفقه، وكيف تعاملت معه، وان المتأمل فيما سطره العلماء في كتب تاريخ الفقه الاسلامي يجد ان مدرسة الصحابة التي نشأت في العهد الاول من عمر الامة المسلمة قد انقسمت الى ثلاث مدارس جمعت فقه الصحابة بميزاته المتقدمة، فمدرسة ابن مسعود رضي الله عنه في الكوفة ، ومدرسة ابن عباس في مكة, ومدرسة زيد بن ثابت في المدينة، حيث تمثل هذه المدارس النواة الاولى للمذاهب الفقهية، فقد اخذ اهل الكوفة عن ابن مسعود, ومنهم علقمة , والاسود وبعدهم منصور بن المعتمر, وابراهيم النخعي وعنهم الثوري وابو حنيفة رحم الله الجميع, واما مدرسة زيد بن ثابت في المدينة، فقد ظهر فيها نخبة من الفقهاء الافذاذ منهم الفقهاء السبعة كخارجة بن زيد، والقاسم بن محمد، وسعيد بن المسيب، وسالم بن عبد الله بن عمر، وغيرهم من الفقهاء.

وقد جمع علم هؤلاء الامام الزهري محمد بن مسلم رحمه الله، وعنه اخذ الامام مالك, واما مدرسة مكة فقد اشتهر فيها تلاميذ ابن عباس مثل عكرمة وعطاء وطاووس وسعيد بن جبير وعنهم اخذ عمرو بن دينار وابن جريج وعبد الله بن دينار وهؤلاء من اشياخ الامام مالك, وعن مالك اخذ الشافعي امام العربية في وقته ومقعد علم الاصول, كما أَخذ عن محمد بن الحسن تلميذ الامام ابي حنيفة, وعن الشافعي اخذ الامام احمد وبه تأثر, وان كانت نزعة الثوري، وأما عن فقهاء الصحابة فهم أئمة الصحابة المجتهدون في الدراسة الفقهية، الذين كانت اجتهادات ومذاهب فقهية، وتميزوا بكونهم أعلم الصحابة وأفقههم في الدين، بما اجتمعت فيهم من الصفات والخصائص، وقد وردت فيهم أحاديث نبوية شريفه، تدل على مكانتهم العلمية، ومن أشهر فقهاء الصحابة هم الخلفاء الراشدين الأربعة وهم أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب، رضى الله عنهم أجمعين.

ومنهم أيضا ابن مسعود وزيد بن ثابت وأبو موسى الأشعري ومعاذ بن جبل وأبي بن كعب وأبو الدرداء وأم المؤمنين السيده عائشة بنت أبي بكر الصديق، وابن عباس وابن عمر وعبد الله بن الزبير بن العوام وعبد الله بن عمرو بن العاص، رضى الله عنهم جميعا، ويقسم التاريخ الإسلامي الصحابة الكرام الذين عاصروا النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، إلى نوعين، وهما المهاجرون، وهم أصحاب النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، الذين أمنوا بدعوته منذ البداية وهاجروا معه من مكة إلى يثرب التي سميت بالمدينة المنورة، والأنصار، وهم من نصروا النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، من أهل المدينة المنورة بعد الهجرة، وإن هناك من يضيف فئتين من الأنصار وهما، البدريون، وهم من ساند النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، في معركة بدر، وعلماء الصحابة، وهم الصحابة الذين تفرغوا للعلم.

ولا يمكن القطع بعدد الصحابة بين كتاب السيرة النبوية، وذلك لتفرقهم في البلدان والقرى والبوادي، وقد تم ذكر اسماء الصحابة في العديد من المدونات الإسلامية، ومنها كتاب الطبقات الكبير، لمحمد بن سعد، وفي كتاب الإستيعاب في معرفة الأصحاب، لحافظ القرطبي، وبحسب ما ذكر في كتاب المواهب اللدنية بالمنح المحمدية، لشهاب الدين القسطلاني، وكان هناك حوالي عشرة ألاف صحابي حين فتحت مكة، وسبعين الفا في معركة تبوك، وكان هناك مائه وأربعه وعشرون ألف صحابي حضروا حجة الوداع مع النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، ومما جاء في السنة النبوية من فضل الصحابة الكرام، رضوان الله تعالى عليهم أجمعين، عن أبي هريرة رضى الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” لا تسبوا أصحابي، لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه “

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى