مقال

الدكروري يكتب عن الإمام علي والخبيث الأسود

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الإمام علي والخبيث الأسود
بقلم / محمـــد الدكـــروري
لقد ذكرت كتب السيرة النبوية الشريفة عن سويد بن غفلة الجعفي الكوفي أنه دخل على الإمام علي بن أبى طالب رضي الله عنه، في إمارته، فقال إني مررت بنفر يذكرون أبا بكر وعمر بسوء، ويروون أنك تضمر لهما مثل ذلك، منهم عبد الله بن سبأ، فقال الإمام علي، مالي ولهذا الخبيث الأسود، ثم قال معاذ الله أن أضمر لهما إلا الحسن الجميل، ثم أرسل إلى ابن سبأ فسيره إلى المدائن، ونهض إلى المنبر، حتى اجتمع الناس أثنى عليهما خيرا، ثم قال إذا بلغني عن أحد أنه يفضلني عليهما جلدته حد المفتري، وقال ابن حجر العسقلاني، وأبو مخنف هذا لم يشر في أحداث فتنة عثمان بن عفان إلى السبئية، وأول إشارة لابن سبأ عنده تعود إلى أيام علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

إذ يذكر أنه بعد موقعة النهروان جاءه عبد الله بن سبأ ومعه حجر الكندي وعمرو بن الحمق الخزاعي، وحية بن جوين البجلي، ثم العرني، وسألوه عن رأيه في أبى بكر وعمر، فغضب منهم وقال أو قد تفرغتم لهذا؟ ويشير أبو مخنف إلى السبئية بصورة مقتضبة بعد استشهاد الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه ويفهم منه أنها الفئة التي توالي عليا، ووصف زياد بن أبيه وحجر بن عدي الكندي وأصحابه بأنهم السبئية الجانية، وبأنهم الترابية السبئية، وذكر أبو مخنف أن شبت بن ربعي الرياحي تهكم على أصحاب المختار، ووصفهم بأنهم سبئية، ووصفت أشراف الكوفة المختار واتباعه بأنهم سبئية أثناء إحتجاجهم على المختار الثقفي قبل موقعة جبانة السبع التي انتصر فيها المختار سنة سته وستين للهجرة.

حيث قالوا أظهر وسبئيته البراءة من أسلافها الصالحين، وكما وصف الخوارج أصحاب الإمام علي كرم الله وجهه، بأنهم سبئية، وكل هذه الروايات الواردة تفيد أن عبد الله بن سبأ وأتباعه، كانوا من عالم الحقيقة لا عالم الخيال، وقد ذهبت بعض الآراء إلى عبد الله بن سبأ أنه أحكم كيده إحكاما، فنظم في الأمصار جماعات خفية تستتر بالكيد، وتتداعى فيما بينها إلى الفتنة، حتى إذا تهيأت لها الأمور، وثبت على الخليفة، فكان ما كان من الخروج والحصار وقتل الإمام، والمعلومات التاريخية الواردة في نسب ابن سبأ من والده، ضئيلة، بل إنها غير متجانسة، ثم إن أباه لا يُعرف عنه شيئا لا في المنشأ ولا في الممات، أما أمه، فكانت حبشية، ولذلك لقب بلقب ابن السوداء.

وأكثر من ذلك أنه لا معلومات البتة عن فتوته ونشأته، أي فترة ما قبل ظهور وانتشار اسمه، وعبد الله بن سبأ، كما تدل كنيته على ذلك، ينسب إلى سبأ، وقد ورد ذكر هذه المنطقة في القرآن الكريم فقال تعالى ” لقد كان لسبأ في مسكنهم آية” وهي في الغالب مجموعة من القبائل التي استقرت في اليمن حوالي سنة ثمانى مائة قبل الميلاد، ولكن بعض المصادر التاريخية الأخرى تنسبه إلى قبيلة حمير، وأخرى إلى قبيلة همدان، وهناك أيضا من يقول إنه من الحيرة، وآخرون يقولون إنه رومي، وأيّا كان القول، فمعظم المصادر تكاد تجمع على أن عبد الله بن سبأ، يمني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى