مقال

الدكروري يكتب عن الصحابة الكرام في بيعة الرضوان

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الصحابة الكرام في بيعة الرضوان
بقلم / محمـــد الدكـــروري

لقد ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية، عن بيعة الرضوان ومواقفها التاريخية التي لا تنسي، وقيل أن من مواقف الصحابة التي تجلت في البيعة هو موقف الصحابي معقل بن يسار، ويروي هذا الصحابي أنه كان ممن قام فيهم النبي صلى الله عليه وسلم، داعيا إلى البيعة تحت ظل الشجرة، في جمع غفير من الناس بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم، على عدم الفرار، وموقفه المبارك يومئذ يتمثل برفعه لغصن من أغصان الشجرة عن رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأيضا الصحابي أبو سنان الأسدي، ويروى أنه كان أول من بايع النبي صلى الله عليه وسلم قائلا ” ابسط يدك أبايعك” فبايعه على نفسه في سبيل الله تعالى، وسار الناس بعده يبايعون النبي صلى الله عليه وسلم، على بيعة أبي سنان الأسدي.

وأيضا الصحابي سلمة بن الأكوع، وهو يروى عن هذا الصحابي أنه كان واقفا عند الشجرة حيث الناس يبايعون النبي صلى الله عليه وسلم، واحدا واحدا، فبايع أول الناس، وأوسطهم، وآخرهم، وقال له النبي صلى الله عليه وسلم، في الآخرة ” يا سلمة ألا تبايع” فرد قائلا “يا رسول الله لقد بايعت في أول الناس وأوسطهم” حتى بايعه البيعة الثالثة، وقد بايع النبي صلى الله عليه وسلم، نفسه بيده اليمنى عن عثمان ضاربا بيده الأخرى، ذلك أن عثمان لو كان فيهم تحت الشجرة، لبايع النبي صلى الله عليه وسلم، ولما تردد في ذلك، فتغيبه عن البيعة كان بسبب إشاعة مقتله، ولم يكن رجل في بطن مكة وشعابها يستطيع القيام بتلك المهمة إلا عثمان بن عفان، وقد بايع عمر بن الخطاب رضي الله عنه، النبي صلى الله عليه وسلم.

بعدما علم بأمر البيعة مباشرة، فانطلق ذاهبا إلى البيعة على فرس أعاده إليه ابنه عبدالله بن عمر، بعدما أخبره أن الناس يبايعون النبي صلى الله عليه وسلم، عند الشجرة، فكان ممن بايع رضي الله عنه، وكان مما أظهرته بيعة الرضوان هو اتحاد المسلمين يدا بيد، وذلك نصرة للحق والإيمان، ورفعا لراية توحيد الله، ودرءا لأذى قريش ونواياها، فأبانت جميل إخلاص المسلمين فيما بينهم وقت الشدة، فكانوا على قلب رجل واحد، لإنقاذ عثمان بن عفان، وتقديم أرواحهم حبا لله عز وجل، وتأدية لواجب محبتهم لنبيهم صلى الله عليه وسلم، فأينعت قلوبهم بالإخاء والمعاضدة والموت في سبيل الله، ومن المعلوم أن قريشا كانت تهاب المسلمين، وتخشى من اتحادهم على الحق والخير، فاهتمت كل فئة منهم بعمل معيَّن.

وافترقوا إلى عدة آراء، وهي أن ذهب أهل الرأي فيهم إلى إبرام عقد الصلح مع النبي صلى الله عليه وسلم، ومع المسلمين، وقد رأت الفئة الثانية إشعال نار الفتنة والحرب بين الفريقَين، فهبطوا على المسلمين ليلا على حين غرّة وغفلة من المسلمين من فوق جبل التنعيم، وكانوا بحدود ثمانين رجلا، إلا أن قوة المسلمين بقائد حرسهم الصحابي محمد بن سلمة رضي الله عنه، أوقعت بهم جميعا، وأخلى الرسول صلى الله عليه وسلم، سبيلهم، فنزل قول الله تعالى ” وهو الذى كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكه من بعد أن أظفركم عليهم وكان الله بما تعملون بصيرا” ويتمثل فضل أهل بيعة الرضوان بثلاثة أمور، بيانها وهو ثناء الله تعالى، عليهم بحصولهم على رضاه، ودخولهم الجنان، وعتقهم من النيران.

ثوابا لموقفهم مع النبي صلى الله عليه وسلم وذلك لما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم من أنه لا يدخل أحد من أهل البيعة النار، فقد بلغوا أعظم الرضا من ربهم، واستحقوا هذه المكانة العلية التي خلدها القرآن الكريم، بمن فيهم نبيهم صلى الله عليه وسلم، وقد نالوا هم وأصحاب غزوة بدر تلك السكينة والمغفرة من الله سبحانه وتعالى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى