مقال

هزيمة الناتو نصر للشعوب المضطهدة

جريدة الاضواء

هزيمة الناتو نصر للشعوب المضطهدة
كتب / يوسف المقوسي

إن الخطوة الروسية الإستباقية ضد استراتيجية الناتو وأدواته، وتوظيفه لاوكرانيا كساحة لهذه الاستراتيجية، والتي تعود إلى ثمانينات القرن الماضي، وما عبر عنه فيلسوف الإمبريالية الأمريكية “بريجنسكي” في كتابيه “رقعه شطرنج” و”خطة لعب”، وتوصل فيهما إلى أن ما يعيق تجديد الرأسمالية لنفسها هو تزايد أهمية الجغرافيا السياسيه وخاصة “الهارت لاند”، ودور روسيا الأوراسية بالإضافة للمحور الصيني والشرق الأوسط، مما يقتضي استباق ذلك بالسيطره على اوكرانيا، وكذلك على كازاخستان، واطلاق الانبعاث العثماني كطوق أطلسي حول المحيط الأوراسي – الصيني ( الجمهوريات السوفيتية – الإسلامية السابقة ) .
انطلاقا من ذلك؛ فإن ما يجري اليوم على الساحة الأوكرانية ليس اشتباكا روسيا – أوكرانيا ولا شكلا من أشكال الصراع بين الرأسمالية والاشتراكية، بل امتداد للمواجهه مع الامبرياليه والحروب التي شنتها قبل أوراسيا على العراق ثم ليبيا وسورية واليمن ومصر وتونس وفنزويلا وغيرها في سياق محاولات الامبريالية تجاوز أزماتها المستعصية وإعادة هيمنتها على العالم كله .
وكما لم تتورع الامبريالية عن استخدام الحرب البيولوجية واليورانيوم المنضب ضد العراق وشعبه، وعن اختلاق واستخدام الحركات التكفيرية ضد سورية وليبيا، ها هي تستمر في استخدام الحرب البيولوجية عبر أوكرانيا وتدفع القوى الملائمة لهذه الحرب إلى السلطة ممثلة بالنازية الأوكرانية والفريق المتصهين الحاكم، بالتزامن مع حملة هستيريه طالت كل شيء بما في ذلك الإعلام والثقافه والفنون والرياضة .
كما كشف الغرب الامبريالي عن وجهه البشع والعنصري وادعاءاته بالديموقراطية والمعايير المزدوجة فيما يخص الحد الأدنى من حقوق الشعوب، فالغرب الذي يتباكى اليوم على أوكرانيا، ينسى دوره في اختلاق ودعم الكيان الصهيوني وصمته عن جرائمه المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني .
إن الشعوب المضطهدة يجب أن تتضامن و تعبر عن تضامنها مع الدولة الصديقة، روسيا، التي سبق وقدمت الكثير لحركات التحرر العربية وشعوب العالم الثالث، فإننا نرى في العملية الروسية الاستباقية خطوة استراتيجية شجاعة لوقف التمدد الامبريالي ومنعه من الاستثمار في الحروب وتجارة السلاح لحل أزماته المتفاقمة .
ومن المؤكد أن هزيمة الناتو وأدواته في أوكرانيا واضعاف أو إقصاء التحالف النازي – الصهيوني الحاكم في كييف، سينعكس بصورة إيجابية على القضايا العربية عموما، كما من خلال توسيع مساحة الممانعة للإملاءات الامريكية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى