مقال

الدكروري يكتب عن ثاني الصلوات الخمس المفروضة

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن ثاني الصلوات الخمس المفروضة
بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن نعم الله عليك لا تعدّ ولا تحصى ومن أجلها وأعظمها نعمة البصر التي بها ترى الطريق إلى بيوت الله عز وجل، فماذا لو وضعت أعمالك في كفة ونعمة البصر في الأخرى، ثم رجحت نعمة البصر، فيالها من خسارة عظيمة ونهاية مؤلمة، وصلاة الظهر هي ثاني الصلوات الخمس المفروضة كل يوم وليلة، باتفاق أئمة المسلمين وفقهائهم، وهي صلاة سرية تتكون من أربع ركعات، وتعقد طوال أيام الأسبوع وقت الظهيرة عدا يوم الجمعة، فتحل مكانها صلاة الجمعة بالنسبة لمن يذهب إلى المسجد، وهي أول صلاة صلاها النبي صلى الله عليه وسلم، بعد فرض الصلوات الخمس، ووقت الظهر يبتدئ من زوال الشمس عن وسط السماء، ويمتد إلى أن يصير ظل كل شيء مثله سوى فئ الزوال.

أي إلى دخول وقت العصر، إلا أنه يستحب تأخير صلاة الظهر عن أول الوقت في المسجد عند شدة الحر، حتى لا يشق على المصلين ذهابهم إلى المسجد، ودليل هذا هو ما رواه أنس بن مالك رضى الله عنه حيث قال ” كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا اشتد البرد بكر بالصلاة، وإذا اشتد الحر أبرد بالصلاة ” رواه البخاري، وعن أبي ذر الغفارى رضى الله عنه قال ” كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم، في سفر فأراد المؤذن أن يؤذن الظهر فقال أبرد، ثم أراد أن يؤذن، فقال أبرد، مرتين أو ثلاثا، حتى رأينا في التلول، وهو الظل الذى بعد الزوال، ثم قال إن شدة الحر من فيح جهنم، فإذا اشتد الحر فأبردوا بالصلاة” رواه البخاري ومسلم، وما اجتمع على الأرض من تراب أو نحو ذلك غاية الابراد قال الحافظ في الفتح.

واختلف العلماء في غاية الابراد، فقيل حتى يصير الظل ذراعا بعد ظل الزوال، وقيل ربع قامة، وقيل ثلثها، وقيل نصفها، وقيل غير ذلك، والجاري على القواعد، أنه يختلف باختلاف الأحوال ولكن بشرط أن لا يمتد إلى آخر الوقت، ووقتها وسط النهار بعد الزوال، وهو عقب تسجير جهنم، فمؤدي صلاة الظهر يستجير بالله تعالى من عذاب جهنم كل يوم بعد تسجيرها، فحري بمن حافظ على الظهر أن ينجو من عذاب النار، ففي حديث عمرو بن عبسه السلمى رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال له عن وقت الظهر ” ثم صلى فإن صلاة الظهر مشهوده محضوره حتى يستقل الظل بالرمح ثم أقصر عن الصلاه فإن حينئذ تسجر جهنم فإذا أقبل الفئ فصلى فإن الصلاة مشهوده محضوره حتى تصلى العصر ” رواه مسلم.

فيا تاركا للصلاة ويا هاجرا لبيوت الله ويا مستهينا بأوامر الله، هل تذكرت هادم اللذات ومفرق الجماعات، هل تذكرت مفارقة المال والأهل والأولاد، هل تذكرت يوما تكون فيه من أهل القبور، هل تذكرت ضيقها وظلمتها، ووحشتها وكربتها، هل تذكرت عذاب القبر وحياته وعقاربه، هل تذكرت عندما يضرب الفاجر بمرزبة من حديد ويصيح صيحة يسمعه كل الخلائق إلا الإنس والجن، فهل تذكرت عندما تسأل في قبرك أتوفق للجواب أم تحيد عن الصواب، فيا ويلك كيف نسيت الموت وهو لا ينساك، ويلك كيف غفلت ولم يغفل عنك، وويل لك كيف تؤثر دنياك ولا تدري غدا ما يفعل بك، فأعد للسؤال جوابا، وللجواب صوابا، وإياك والتفريط في جنب الله فالله معك يسمعك ويراك، إياك والتسويف، ولا تقل ما زلت في مقتبل العمر ولسوف أتوب، فالموت لا يعرف صغيرا ولا كبيرا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى