مقال

الدكروري يكتب عن عمرو بن جرموز التميمي

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن عمرو بن جرموز التميمي
بقلم / محمـــد الدكـــروري

لقد ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية عن الصحابي الجليل الزبير بن العوام رضي الله عنه أنه قد قتله عمرو بن جرموز التميمي بوادي السباع وهو نائم ويقال بل قام من آثار النوم وهو دهش فركب وبارزه ابن جرموز فلما صمم عليه الزبير أنجده صاحباه فضالة والنعر فقتلوه وأخذ عمرو بن جرموز رأسه وسيفه فلما دخل بهما على الإمام علي بن أبى طالب رضى الله عنه، قال الإمام علي رضي الله عنه لما رأى سيف الزبير، إن هذا السيف طالما فرج الكرب، عن وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال علي فيما قال ” بشر قاتل بن صفية بالنار ” فيقال إن عمرو بن جرموز لما سمع ذلك قتل نفسه والصحيح أنه عاش فتره من الزمن، حتى كانت أيام بن الزبير فاستناب أخاه مصعبا على العراق.

فاختفى عمر بن جرموز خوفا من سطوته أن يقتله بأبيه، فقال مصعب أبلغوه أنه آمن أيحسب أني أقتله بأبي عبد الله ؟ كلا والله ليسا سواء وهذا من حلم مصعب وعقله ورياسته وقد روى الزبير عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أحاديث كثيرة ولما قتل الزبير بن العوام بوادي السباع قالت امرأته عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل ترثيه رضي الله عنها و عنه “غدر ابن جرموز بفارس بهمة، يوم اللقاء وكان غير معرد، ياعمرو لو نبهته لوجدته، لا طائشا رعش الجنان ولا اليد، كم غمرة خاضها لم يثنه، عنها طراد يا ابن فقع القردد، ثكلتك أمك إن ظفرت بمثله، فيمن مضى فيمن يومح و يغتدي، والله ربك إن قتلت لمسلما، خلت عليك عقوبة المتعمد، وعمرو بن جرموز السعدي التميمي.

هو قاتل الصحابي الجليل الزبير بن العوام وقتله بعد معركة الجمل غيلة وغدرا، وموقعة الجمل هي معركة وقعت في البصرة عام سته وثلاثين من الهجرة، بين قوات الإمام علي بن أبي طالب والجيش الذي يقوده طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام بالإضافة إلى السيدة عائشة رضى الله عنها، التي قيل أنها ذهبت مع جيش المدينة في هودج من حديد على ظهر جمل، وسميت المعركة بالجمل نسبة إلى ذلك الجمل، وكان ابن جرموز بعد قتله للزبير أتى يستأذن للدخول على الإمام علي بن أبي طالب فرفض الإذن له وقال لبوابه “بشر قاتل ابن صفية بالنار” وهو عُميرة وقيل عمرو بن جرموز بن قيس بن الذيال بن ضرار بن جشم بن ربيعة بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم بن مر بن إد بن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، السعدي التميمي.

وقيل أن الزبير عاد من العراق بعد ان ذكره الإمام علي ابن ابي طالب بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم يقول ” إنك تقاتلني وأنت ظالم؟ ” قال نعم، لم أذكره إلا في موقفي هذا، فلما تذكر الزبير ذلك انصرف عن القتال، فلقيه ولده عبد الله فقال له ” جبنا، جبنا ” قال ” قد علم الناس أني لست بجبان، ولكن ذكرني علي شيئا سمعته، من رسول الله صلى الله عليه وسلم فحلفت ألا أقاتله” ثم قال ترك الأمور التي أخشى عواقبها في الله أحسن في الدنيا وفي الدين، وقال جويرية بن أسماء باع الزبير دارا له بست مائة ألف، فقيل له يا أبا عبد الله، غبنت، قال كلا هي في سبيل الله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى