تقارير و تحقيقات

عـفـــواً.. ليس هذا عصر الأدباء… ولا العصور المقبلة!!

جريدة الأضواء

عـفـــواً.. ليس هذا عصر الأدباء… ولا العصور المقبلة!!

.

.

.

.

.

كتـب: حمـادة غالـي
يـجــب علينا الاعتراف بالحقيقة وبالواقع، وأننا نعيش الآن علامات الساعة الصغري التي أخبرنا عنها النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم، فقد ولدت الأَمـةُ ربتها،
وتطاول الحفاة العراة رعاة الشاة في البنيان،
وتحدث الرويبضة السفيه، التافه في أمور العامة
لم يعد عصرنا الحالي عصر الاستماع إلى صوت العلم والعلماء،
لم يعد عصر النهل من فيض المفكرين، والأخذ برأي المثقفين والأدباء.
رحل عهد المبدعين الحقيقيون،
رحلوا جميعاً، وحل محلهم السُفهاء والتُفهـاء، و”اليوتيوبـر” و”البلوجـر” والكائن الفيسبوكي، وأصحاب الأبواق الفارغة، وأصحاب الصفحات دون المستوى، والمحتوى التافه البليـد
ولمن لا يعرف أو يسمع عن مصطلح “اليوتيوبـر” أو”البلوجـر” أقول لكم بأبسط تعريف: هم عبارة عن ممثلين، يمثلون علينا أمام شاشات الهواتف، يقولون ما لا يفعلون، ينتقدون، ويتطاولون بكل الألسنه، التي تحقق أهدافهم، وتعلي من مشاهداتهم
ثم يشاركون ما أنتجـوه مع الجمهور والمتابعين، والأصدقاء.
ومنهم من وجد القبول عند الجمهور، ومنهم من لم يجد، ومنهم من أشتهر بمحتوى ديني واجتماعي وتعليمي قيم،
ومنهم من أشتهر بمحتوى وضيع، تافـه دون المستوى.
ولا يظن أحدكم أنني ضد هؤلاء، أو ضد التطور التكنولوجي، ولا من مشجعي الثبات على العادات القديمة، ولا من دعاة الرجعية والتخلف،
أو أنني أتجاهل دور الميديا وتأثيرها، الذي أصبح يمثل جزء كبير من مستقبل الإعلام العالمي.
ولكن المتابع منكم لما يجري على ساحة الفيسبوك، والسوشيال ميديا هذه الأيام، يجد أننا تقدمنا كثيرا للوراء!!
إذ ظهرت علينا الكائنات اليوتيوبرية والبروجرية، والفيسبوكية من كل حدب وصوب، وعلى كافة المستويات الإجتماعية، والاعمار السنية، كلها تنتقد وتنتفض، وتخطط لمستقبل البلاد والعباد
وليست المشاركة المجتمعية عيبا في حد ذاتها، ولكن العيب كل العيب في تراجع الدور الحيوي والحي للمتخصصين، وتهميش العلماء، وتجاهل الأخذ بمشورة الباحثين، والاستغناء عن الخبراء؛ وأن يحل محلهم على الساحة الشعبية هذه الشرذمة، الجاهلة ببواطن الأمور، وتصدر هذه الفئات للصفوف الأولى من المشهد، والاستفادة منه على حساب الناس، بل وتحقيق أرباح اجتماعية ومالية كبيرة من وراء هذا العبث والتلوث الثقافي والفكري.
وتأتي البداية على هذا النحو، إذ يقوم أحدهم بعمل الكثير من البثات المباشرة ما بين المحتوى التافه والأتفه، ويقوم بمشاركة هذا البله في عدد كبير جدا من المواقع والصفحات والمجموعات واليوتيوب حتى ترتفع نسبة المشاهدات.
ومرة تعقبها مرة، حتى يعلو نجمه وصيته، ويجني الأرباح المالية من هذه المواقع، التي بدورها تستفيد من تعدد المشاهدات والاشتراكات، وتحصل على المليارات من جراء هذه الصناعة.
وأختم مقالتي بتوجيه رسالتي إليهم:
ليتكم أن تقدموا محتوى هادف، ونصائح تهم الشباب في يومهم بما يفيدهم،
ليتكم تهتموا بالتفاصيل التي ينشغل بها كل شاب في مصر، بدايةً من رحلة البحث عن عمل، ونهايةً بالتخطيط للزواج والاستقرار والمستقبل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى